مصر تستعد للتوقيع النهائي على 12 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز
أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري، المهندس طارق الملا، أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية المهمة التي تم تنفيذها خلال السنوات الخمس الماضية ساعدت على تخفيف آثار أزمة فيروس كورونا وأن أنشطة قطاع البترول لم تتوقف واستمرت رغم التحديات التي فرضتها الأزمة مع تطبيق الإجراءات الوقائية، مشيراً إلى نجاح قطاع البترول في إنهاء 12 اتفاقية بحث واستكشاف عن البترول والغاز بالصحراء الغربية وشرق وغرب البحر المتوسط والبحر الأحمر حيث وافق البرلمان مؤخراً على الاتفاقيات وجارٍ الإعداد للتوقيع النهائي مع الشركات الأجنبية الفائزة بالمناطق.
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة نقاشية عبر تقنية الفيديوكونفرانس تحت عنوان «مستقبل الطاقة في مصر» مع أعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي وغرفة التجارة الأمريكية بكل من واشنطن وهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية وبالقاهرة بمشاركة جون كريستمان رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي ورئيس شركة أباتشى العالمية وكوش تشوكسى نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وهشام فهمى رئيس غرفة التجارة الأمريكية في مصر وعدد من رؤساء شركات البترول العالمية.
وأكد الملا أن القيادة الحكيمة للرئيس السيسي والإصلاحات الاقتصادية التي تمت ساهمت في جعل مناخ العمل والاستثمار فى مصر أكثر جاذبية وأن الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني الذى تتمتع به مصر الآن مكن قطاع البترول من الاستمرار في جذب الاستثمارات العالمية في ظل مناخ استثماري متميز بشهادة جميع الخبراء والمؤسسات العالمية الكبرى، مشيراً إلى أن قطاع البترول المصري حقق خلال السنوات الأخيرة معدلات غير مسبوقة في إنتاج الغاز الطبيعي ونجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والعودة للتصدير.
وأضاف الوزير أن معدلات الاستهلاك المحلي للمنتجات البترولية والغاز الطبيعي شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الخمسة أشهر الماضية ، مشيراً إلى أن قطاع البترول حقق نحو 27% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر وفقاً لأحدث المؤشرات الاقتصادية المعلنة.
وفيما يخص التعاون على المستوى الإقليمي أكد الوزير أنه على الرغم من الظروف الحالية والقيود التي كانت مفروضة على السفر إلا أن جهود التعاون الإقليمي مع الدول المجاورة بشرق المتوسط شهدت نشاطاً مكثفاً، حيث تم عقد الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة خلال العام الحالي، كما تم عقد عدد من الاجتماعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال شهر مايو الماضي للجنة الاستشارية لصناعة الغاز لمناقشة خطط العمل المقترحة والتي تم المصادقة عليها مؤخراً من قبل مجموعة العمل رفيعة المستوى، كما تمت مناقشة خارطة طريق منتدى غاز شرق المتوسط خلال الفترة المقبلة والتخطيط للتوقيع النهائي على الميثاق المؤسس للمنتدى، مؤكداً أن استمرار الاجتماعات المشتركة مع الدول أعضاء المنتدى يؤكد الرغبة القوية للتعاون من أجل تحقيق الرفاهية للمنطقة بالكامل.
كما أكد الوزير أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقات وشراكات قوية وعلاقات تجارية متميزة خاصة في قطاع البترول والغاز والتي شهدت تطورات عديدة في التعاون المشترك خلال الأعوام القليلة الماضية على كافة الأصعدة، مشيراً إلى إطلاق أول حوار استراتيجي في مجال الطاقة بين البلدين خلال العام الماضي والدعم الكبير من قبل المؤسسات الأمريكية وحرصها على الترويج للفرص الاستثمارية في مصر وتقديم الدعم الفني والتمويل للمشروعات والمشاركة في تنمية مهارات الكوادر البشرية في إطار برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول، مشيراً إلى أن حرص شركتي شيفرون وإكسون موبيل على العمل في مجال البحث والاستكشاف في مصر يعد خير دليل على تقدير الشركات الأمريكية للفرص الاستثمارية في مصر.
ولفت الوزير إلى أن صفقة استحواذ شركة شيفرون على أصول شركة نوبل تعد أكبر صفقة في مجال صناعة البترول منذ بدء أزمة فيروس كورونا وتفتح المجال للمزيد من التعاون وتضافر الجهود بالمنطقة.
وأضاف الملا أن نجاح مصر في جذب استثمارات كبريات شركات البترول العالمية رغم تراجع الاستثمارات في صناعة البترول حول العالم جاء نتيجة الاخلاص والتفاني في العمل والجرأة في اتخاذ الإجراءات والإصلاحات والشفافية مع التخطيط والتحليل الدقيق في ظل الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني الذي تتمتع به مصر.
وأشار الوزير إلى أن قطاع البترول أطلق من خلال مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول مبادرات لتدريب الكوادر الشابة وإعدادهم للقيادة على أسس علمية مع الاهتمام في المقام الأول بخوضهم لمعايشة عملية في مواقع العمل الفعلية وإكسابهم العديد من المهارات من خلال التعرف ميدانياً علي الأنشطة العملية في مجال الصناعة البترولية، وأضاف أن مشروع التطوير والتحديث يهتم بتطبيق أحدث التكنولوجيات الحديثة والرقمية في كافة مراحل الصناعة لتحسين العملية الإنتاجية.
من جانبه، أشاد جون كريستمان رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي ورئيس شركة أباتشي العالمية بقدرة قطاع البترول المصري على جذب الاستثمارات لمجال البحث والاستكشاف رغم التحديات التي تفرضها أزمة كورونا وفى ظل تراجع أنشطة الشركات العالمية حول العالم وتخفيضها للاستثمارات. فيما أكد هشام فهمي رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أن قطاع البترول والغاز يعد بمثابة المحرك للاقتصاد المصري وأن الأرقام المتميزة التي يسجلها الاقتصاد المصري يأتي جزء كبير منها من مساهمة قطاع البترول، مشيداً بإجراءات تحفيز الاستثمار التي تتخذها الحكومة المصرية ونجاحها بشكل كبير في جذب المزيد من الاستثمارات.
وأشاد المهندس كريم بدوي الرئيس التنفيذي لشركة شلمبرجير في مصر وشرق المتوسط باهتمام قطاع البترول بتطبيق أحدث التكنولوجيات وخاصة في الترويج والتسويق لمناطق البحث والاستكشاف وطرح المزايدات، مشيراً إلى مشاركة شركة شلمبرجير في جهود وزارة البترول والثروة المعدنية لإنشاء بوابة مصر الإلكترونية لتسويق المناطق البترولية والاستكشاف والتي تعد أحد التطبيقات الفعلية لدعم التحول الرقمي في صناعة البترول والغاز باستخدام أحدث التكنولوجيات وعرض الفرص الاستثمارية للبحث عن البترول والغاز والترويج لها بآليات عصرية لجذب الاستثمار بما يسهم في اتخاذ القرار لشركات البترول العالمية بضخ استثمارات جديدة لها في مصر.