مصطفى هديب: رئاسة مصر للكوميسا سينهض باقتصاديات دول التجمع ويحقق التكامل الاقتصادي
قال الدكتور مصطفى هديب، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية، الخبير الاقتصادي، أن رئاسة مصر لتجمع دول الكوميسا للمرة الثانية سيحقق التكامل الاقتصادي بلا شك، موضحا أن مصر تمتلك الخبرة الكبيرة في مشاريع الاستثمار والبنية التحتية والطاقة وغيرها والتي جعلت مصر الأولى افريقيا من حيث جذب الاستثمار الاجنبي المباشر وتستطيع نقل خبراتها الاقتصادية لدول الكوميسا لزيادة الاستثمارات إلى دول التجمع وتحقيق التكامل الاقتصادي.
أضاف هديب، أن الدول الافريقية تتميز بالعديد من الثروات الكبيرة كالذهب والمنجنيز والماس واليورانيوم وغيرها وهي التي لم تستغل بعد حتى اليوم وهذه الثروات يمكن استغلالها جيدا لزيادة معدلات التنمية في افريقيا، موضحا أنه قد ان الأوان لاستغلال هذه الثروات الطبيعية في زيادة الاستثمارات ورفع معدلات النمو الاقتصادية لدول التجمع للنهوض باقتصاديات القارة السمراء، موضحا أن مصر أصبحت نموذج يحتذى به اقتصاديا على مستوى العالم لنجاحها في الإصلاح الاقتصادي وزيادة معدلات النمو.
تابع هديب، أن مصر تستطيع من خلال رئاستها للكوميسا تحقيق التكامل الاقتصادي، وذلك من خلال رؤية القيادة السياسية في تشجيع الأعمال بكافة أنواعها الاستثمارية والانتاجية والتجارية والقطاع الصناعي والزراعي وغيرها، وهذا يساهم بدوره في تحقيق أعلى معدلات التعافي والنهوض باقتصاد دول التجمع، إضافة إلى أن مصر خلال الفترة القادمة ستعمل على تشجيع الدول الموقعة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة للتجمعات الثلاثة للتصديق عليها وتطبيقها ودخولها حيز التنفيذ.
ولفت هديب، إلى أن الاحصائيات تؤكد أن دول تجمع الكوميسا تنتج طاقة كهربائية تقدر بـ 92 جيجا وات، يمثل إنتاج مصر وحدها حوالي 65 % من إجمالي إنتاج الكوميسا، موضحا أن مصر لديها الخبرة الكبيرة في الطاقة والخبرات البشرية والتكنولوجيا تستطيع نقل خبرات إنتاج الطاقة الكهربائية إلى دول تجمع الكوميسا، خاصة أن دول إفريقيا غنية بالرياح والشمس ويمكن استغلالها في إنتاج كميات هائلة من الطاقة الكهربائية.
أشار هديب، أن الفترة القادمة ستشهد خطوات جادة في الانتهاء من مشروع القاهرة كيب تاون الذي يربط مصر بـ 9 دول إفريقية يمر بداخلها لتيسير نقل البضائع والصادرات والذي يقلص مدة الشحن إلى 4 أيام بدلا من 28 يوما وفق التقديرات الرسمية، هذا بالاضافة إلى تطبيق الحكومة المصرية برنامج جسور التجارة العربية الافريقية، إضافة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في أفريقيا خلال الفترة القادمة.
وأشاد هديب بإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي خطة العمل الاستراتيجية متوسطة المدى للفترة 2021 – 2025، والتي تزيد من قوة التعاون المصري الأفريقي المتبادل وتفعيل الاتفاقيات التجارية البينية، موضحا أن معدل النمو الاقتصادي لدول تجمع الكوميسا وفق إحصائيات عام 2019 بلغت 5.6 %، مضيفا أن الاحصائيات الرسمية تؤكد ارتفاع صادرات مصر لدول الكوميسا لتبلغ 2.3 مليار دولار خلال أو 9 أشهر من العام الجاري بنسبة ارتفاع قدرها 32.4 %، وبلغت الواردات المصرية من دول الكوميسا خلال تلك الفترة 901 مليون دولار، لتصل قيمة التبادل التجاري بين مصر والكوميسا لـ 3.1 مليار دولار خلال أول 9 أشهر.
أضاف هديب، أن مصر وقعت على الانضمام للكوميسا عام 1998، وتم تطبيق الإعفاءات الجمركية على الواردات من باقي الدول الأعضاء عام 1999، وفي عام 2000 وقعت 9 دول من أعضاء الكوميسا بينها مصر على إنشاء منطقة تجارة حرة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الشمال والشرق والجنوب الأفريقي، ثم انضمت لها رواندا وبوروندي عام 2004، لتقوم تلك الدول بمنح إعفاء تام من الرسوم الجمركية على الواردات المتبادلة.