مؤتمر المانحين.. السعودية تخصص نصف مليار دولار لدعم جهود مكافحة كورونا في اليمن
كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الثلاثاء، أن المملكة قدّمت أكثر من 16 مليار دولار كمساعدات لليمن، داعياً المنظمات الدولية للمساهمة في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
جاءت تصريحات الأمير فرحان خلال «مؤتمر المانحين» الذي عُقد افتراضياً في العاصمة الرياض بمشاركة نحو 126 جهة لجمع مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار لليمن، وسط دعم قوي من الإمارات التي أكدت استعدادها للوقوف في صف كل من يمد يد العون إلى اليمن الشقيق، ودعم جهود السلام فيه.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة ريم الهاشمي، في كلمتها للمؤتمر، التقدير والامتنان للمملكة العربية السعودية لرعاية هذا المؤتمر المهم رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19).
وقالت إن المملكة لا تدّخر جهداً في تقديم كل العون للأزمات الإنسانية والكوارث بما فيها الأزمة اليمنية التي تلقت اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
كما أعربت عن امتنانها للأمم المتحدة ولكل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية لجهودها لرفع المعاناة الإنسانية في العالم، وخاصة في اليمن على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي يواجهونها على الأرض.
وشددت على أن الإمارات لا تتأخر في تقديم المساعدات الإنسانية والمواد الطبية لمواجهة الجائحة بالتعاون مع المؤسسات الدولية. وقالت «بدأنا منذ مارس حتى يونيو بـ100 مليون دولار أمريكي و107 أطنان من المساعدات الإنسانية وصلت إلى اليمن قبل أسابيع».
وأضافت أن الوضع تغير بشكل كبير، والتغيير تجاه المساعدات الإنسانية هو أمر مُلح، وبالتالي نحن بحاجة إلى آليات جديدة وتوجهات مبتكرة لنتمكن من الرد بفعالية على أزمة العالم.
وأشادت الهاشمي بجهود المملكة في دعم الشرعية، مؤكدة أن الإمارات تدعم وتقف إلى صفوف من يقدمون المساعدة من أجل السلام في اليمن.
وفي كلمته أمام المؤتمر الذي يُعقد بالشراكة مع الأمم المتحدة، أكد وزير الخارجية السعودي أن الميليشيات الحوثية لم تقبل مبادرة وقف إطلاق النار، مشدداً على أن المملكة حريصة دائماً على دعم جهود الأمم المتحدة للوصول لحل شامل في البلاد.
ومن جهته، أعلن المستشار بالديوان الملكي السعودي الدكتور عبدالله الربيعة، عن التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، ودعم خطة مواجهة (كوفيد-19) يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة، وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة.
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المؤتمر بكلمة أكد فيها أن هناك 24 مليون يمني بحاجة لمساعدات، مضيفاً أن عدد النازحين داخل اليمن بلغ 4 ملايين شخص.
وأضاف أن اليمنيين غدوا بحاجة ماسة للسلام، داعياً الجميع للمساعدة في تمويل مواجهة الأزمة الإنسانية هناك.
وأشار غوتيرش إلى أن أكثر من 30% من البرامج الأممية الإغاثية باليمن ستغلق العام المقبل، منوهاً بأن نصف اليمنيين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة، وأن هناك نقصاً حاداً في أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف في ظل تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وأكد على ضرورة ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية لليمن، مشيراً إلى أنه يجب منع الميليشيات من «قرصنة المساعدات».
بدوره، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، أمام المؤتمر أن معركة اليمنيين اليوم هي معركة من أجل البقاء، مشيراً إلى أن ثلثي الشعب بحاجة للمساعدة.
وأضاف أن الميليشيات ترفض كل المبادرات لمواجهة كورونا، ودعا الدول المانحة والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى مد يد العون السريعة والعاجلة للحكومة والشعب اليمني لمواجهة الكارثة.
ولفت إلى أن الشعب اليمني يأمل في أن يأتي العام القادم وقد عمّ السلام لتتحول المساعدات الإنسانية إلى تعهدات تنموية تنهض وترتقي بمعيشة اليمنيين وبناهم التحتية وبالخدمات اللائقة في الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية.