تقرير: تراجع معنويات المخاطرة بعد قرار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف أدوات الدين الأمريكية
قالت النشرة الدوريه المختصره للتوعية بأهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 28 يوليو الي 4 اغسطس 2023،أن الأسهم شهدت على مستوى العالم موجات بيع مكثفة، حيث تراجعت معنويات المخاطرة بسبب قرار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف أدوات الدين الأمريكية، فضلًا عن النظرة المستقبلية السلبية التي عكستها تقارير الأرباح الفصلية للشركات ذات القيمة السوقية الضخمة. علاوة على ذلك، أظهر تقرير التوظيف – والذي جاءت بياناته متفاوتة - بأن الاقتصاد أضاف عدد وظائف جديدة أقل مما كان متوقعًا، وهو ما أثر بدوره على شهية المخاطرة. استفاد الدولار من عزوف المستثمرين عن المخاطرة، وهو ما أثر سلبًا على باقي العملات،
وذلك في الوقت الذي تباين فيه أداء سندات الخزانة الأمريكية خلال تعاملات الأسبوع في ظل انقسام إهتمام الأسواق بين تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة، وخطط وزارة الخزانة الأمريكية لزيادة إصدار السندات. وعلى صعيد البنوك المركزية بالأسواق المتقدمة، قام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى 5.25% كما كان متوقعًا، بينما أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي بشكل غير متوقع على أسعار الفائدة عند مستوى 4.10% دون تغيير. وفي الأسواق الناشئة، خفض البنك المركزي البرازيلي سعر الفائدة الرئيسي بواقع 50 نقطة أساس إلى 13.25%، وذلك عكس التوقعات بخفضه بمقدار25 نقطة أساس. واستفادت أسعار النفط من الأنباء الواردة حول تمديد المملكة العربية السعودية للخفض الطوعي لإنتاج النفط.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
أنهت سندات الخزانة الأمريكية تعاملات الأسبوع على تباين، حيث حققت السندات ذات الآجال القصيرة - والأكثر تأثرًا بمعدل الفائدة - مكاسب على خلفية زيادة توقعات المستثمرين في الوقت الراهن بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير العام المقبل. وفي الوقت نفسه، شهدت السندات ذات الآجال الطويلة موجات بيع مكثفة، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيانها الربع سنوي لإعادة التمويل بأنها ستزيد حجم مبيعاتها القصلية من السندات طويلة الأجل كخطوة لسد عجز الموازنة المتزايد. ومن الجدير بالذكر أن تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة، والذي جاء متباينًا، أدى إلى تراجع عوائد سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق. ومع ذلك، ظلت عوائد سندات الخزانة ذات الآجال الطويلة مرتفعة بقياس أسبوعي.
عملات الأسواق المتقدمة:
حقق مؤشر الدولار مكاسب بنسبة 0.39%، ليسجل أعلى مستوى له في شهر على خلفية ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن. وحقق المؤشر مكاسب خلال تداولات الثلاثة أيام الأولى من الأسبوع، حيث قررت وكالة فيتش خفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني، فضلًا عن قرار وزارة الخزانة الأمريكية بزيادة حجم مبيعاتها الفصلية من السندات، مما أدى إلى زيادة التدفقات إلى الدولار. وعلى الرغم من أن المؤشر تمكن إنهاء الأسبوع على ارتفاع، إلا أنه تكبد خسائر في آخر يومين تداول من الأسبوع، حيث أظهرت البيانات تباطؤ سوق العمل، مما دفع بعض أعضاء الاحتياطي الفيدرالي للإدلاء بتصريحات تفيد بأن تباطؤ معدلات التوظيف في الولايات المتحدة من شأنها أن تجعل الاحتياطي الفيدرالي يعيد النظر في سياسته النقدية التشديدية. من ناحية أخرى، ظل اليورو ثابت نسبيًا خلال تداولات الأسبوع، حيث تراجع قليلًا بنسبة 0.09% على خلفية ارتفاع الدولار الأمريكي، فضلًا عن تسليط البيانات الصادرة على مدار الأسبوع الضوء على تدهور النظرة المستقبلية للاقتصاد. وجاءت تحركات مؤشر اليورو خلال تعاملات الأسبوع مدفوعًة بالتغيرات التي طرأت على الدولار، حيث تمكن اليورو من الارتفاع في آخر يومين تداول من الأسبوع، وذلك تزامنًا مع تراجع الدولار.
وتراجع الجنيه الإسترليني بحدة بنسبة 0.79% نتيجة ارتفاع الدولار، إلى جانب أن قيام بنك إنجلترا برفع سعر الفائدة مرة أخرى لم يكن كافيًا لتهدئة مخاوف المستثمرين حيال مسار الاقتصاد. وتراجع الين الياباني بنسبة 0.42%، حيث أعلن بنك اليابان عن إجراء عمليتان طارئتان لشراء سندات الخزانة الحكومية، مما يشير إلى أن البنك المركزي الياباني لا يزال متمسكًا بسياسته النقدية التيسيرية نسبيًا، وليس مستعدًا لرفع أسعار الفائدة بشكل حاد.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب على مدار الأسبوع بنسبة 0.85%، ووصلت الى 1،942.91 دولارًا للأونصة، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، لتستقر بذلك عند أدنى مستوى لها في شهر مع ارتفاع الدولار.
عملات الأسواق الناشئة
تراجع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.99% خلال تعاملات اليوم. وجاءت الخسائر الأسبوعية على خلفية ردة فعل الأسواق بعزوف المستثمرين بشكل كبير عن المخاطرة خلال تداولات هذا الأسبوع، وذلك عقب اعلان وكالة فيتش عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. أنهت معظم عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج تداولات الأسبوع على انخفاض.
كان الراند الجنوب أفريقي (-4.48%) العملة الأسوأ أداءً، حيث انخفض بشكل حاد على خلفية تدهور معنويات المخاطرة لدى المستثمرين بالأسواق الناشئة بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. علاوة على ذلك، جاء الروبل الروسي (-3.92%) كثاني أسوأ العملات أداءً، حيث تعرض لضغوط نتيجة المخاطر السياسية. وكان البيزو الكولومبي (-3.68%) ثالث أسوأ العملات أداءً، حيث هبط على خلفية تصاعد التكهنات بتيسير البنك المركزي الكولومبي للسياسة النقدية في المستقبل. ومن ناحية أخرى، كان الرينجيت الماليزي (+0.02%) العملة الوحيدة التي حققت مكاسب بشكل طفيف مقابل الدولار.
أسواق الأسهم
إنخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات الأسبوع، حيث تضررت معنويات المخاطرة على خلفية كل من إعلان بعض الشركات عن نتائج سلبية لأرباحها الفصلية وخفض وكالة فيتش التصنيف الائتماني للسندات الحكومية الأمريكية. علاوة على ذلك، تزايدت المخاوف بسبب ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كشفت وزارة الخزانة عن خطتها لزيادة حجم إصدارات سندات الخزانة خلال الأسبوع المقبل لتغطية فجوات التمويل.
وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 نحو 2.27%، ليسجل أسوأ أداء أسبوعي له منذ شهر مارس 2023، بقيادة قطاعي المرافق (-4.66%) وتكنولوجيا المعلومات (-4.14%)، في حين كان قطاع الطاقة (+1.15%) هو الرابح الوحيد. علاوة على ذلك، هبط مؤشر ناسداك المركب لأسهم التكنولوجيا الكبرى ومؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 2.85% و1.11% على التوالي. وارتفعت تقلبات الأسواق طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 3.77 نقطة ليستقر عند 17.1 نقطة، أي أدنى من متوسطه البالغ 17.85 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.
في أوروبا، تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية أيضًا على خلفية موجات البيع واسعة النطاق التي شهدتها الأسواق، حيث خسر مؤشر STOXX 600 بنسبة 2.44% بقيادة قطاعي الاتصالات (-4.81%) والمرافق (-4.21%)، في حين كان قطاع الطاقة (+1.07%) هو الرابح الوحيد.
أسهم الأسواق الناشئة
وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 2.41%. وحقق المؤشر مكاسب على خلفية تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر بعد أن خفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إعلان الشركات الأمريكية عن نتائج سلبية لأرباحها الفصلية. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم داخل الصين، مع صعود مؤشر شنغهاي المركب Shanghai Compositeبنسبة 0.37%، مسجلًا مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تلقى دعمًا من الأخبار التي تم تداولها في أواخر أيام الأسبوع بأن البنك المركزي الصيني أشار إلى عزمه تعزيز الدعم التمويلي للقطاع الخاص وذلك عقب اجتماع مع المسؤولين التنفيذيين بشركات التطوير العقاري. أما بالنسبة لمؤشرات الأسهم خارج الصين، فقد انخفض مؤشر هانج سنج Hang Seng بنسبة 1.89% حيث كان أكثر تأثرًا بالعوامل العالمية مثل صدور بعض تقارير الأرباح الضعيفة من قبل الشركات الأمريكية. وفي أمريكا اللاتينية، انخفض مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنسبة 3.57%، ليسجل أول خسائره الأسبوعية خلال الخمس أسابيع الماضية.
البترول:
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1.47% خلال هذا الأسبوع، لتستقر عند 86.24 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف شهر أبريل. وتلقت أسعار النفط دعمًا نتجة للتوقعات بتراجع المعروض النفطي، حيث قامت المملكة العربية السعودية بتمديد خفض إنتاجها من النفط لمدة شهر آخر، كما أشارت إلى أنها قد تستمر أو تزيد من خفض الانتاج، بينما قالت روسيا إنها ستمدد أيضًا قيودها على الصادرات النفطية. علاوة على ذلك، أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام شهدت أكبر انخفاض لها منذ صدور البيانات في عام 1982، مما يؤكد على شدة إحكام السوق.