الذهب يستقر عند أعلى مستوى في 9 سنوات وسط المخاوف من كورونا
حقّقت أسعار الذهب استقراراً قرب أعلى مستوى لها في تسع سنوات، إذ عادلت المخاوف من تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتنامي التوتّر في العلاقات الأميركية الصينية أثر بيانات إيجابية عن الاقتصاد الصيني.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1809.62 دولار للأوقية (الأونصة) لكنه تحرّك في نطاق ضيّق بلغ نحو خمسة دولارات وظلّ أقل بمقدار 8.09 دولار فقط عن أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2011 الذي سجله في الأسبوع الماضي وبلغ 1817.71 دولار للأوقية. واستقرّ المعدن النفيس في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة إلى حدّ كبير عند 1813.40 دولار.
في السياق، قال مايكل مكارثي، كبير محلّلي السوق لدى سي إم سي ماركتس إن البيانات كانت متفاوتة وإن المستويات المرتفعة للذهب تعكس القلق المستمر في بعض قطاعات المستثمرين بشأن توقّعات النمو لباقي العام الحالي.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1978.72 دولار للأوقية ونزل البلاتين 0.7 في المئة إلى 825.89 دولار وهبطت الفضة 0.4 في المئة إلى 19.31 دولار.
وعلى صعيد الأسواق العالمية، انخفض سهم تويتر بنسبة تصل إلى 4 في المئة في التداول بعد ساعات من عملية اختراق حسابات شخصيات بارزة في موقع التواصل الاجتماعي، بعد ارتفاع بنسبة 3.8 في المئة لإغلاق الجلسة العادية عند 35.67 دولار بحسب ماركت ووتش، في وقت حاولت الشركة السيطرة على المتسلّلين الذين استولوا على حسابات عددٍ كبيرٍ من المستخدمين البارزين.
واختُرقت حسابات شخصيات سياسية ورجال أعمال بارزين بعد ظهر أمس، بما فيهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وإيلون ماسك رجل الأعمال الكندي ومؤسس شركة سبيس إكس، وجيف بيزوس مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون، وجو بايدن مرشح الرئاسة الأميركية، ووارين بافيت رجل الأعمال وأشهر مستثمر أميركي في بورصة نيويورك ورئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي، وكاني ويست مغني الهيب هوب، إضافةً إلى عدد من الشخصيات المعروفة التي اختُرقت حساباتهم على تويتر، إذ أُرسلت تغريدات من حساباتهم الشخصية توجّه متابعي تلك الحسابات لإرسال عدد معين من البيتكوين إلى عنوان "بلوك تشين"، هذا العنوان المرتبط بالتغريدات المخترقة تمكّن من جمع 100 ألف دولار أميركي من العملة الرقمية بيتكوين.
وعطّلت تويتر تماماً قدرة حسابات عدّة على إرسال تغريدات جديدة بعد اختراق هائل على موقع التواصل الاجتماعي الذي شهد حسابات شائعة كثيرة. وسارعت المنصة إلى فرض حظر على التغريدات، لترفعه بعد ذلك، معلنةً أن بإمكان أصحاب معظم الحسابات التغريد.
وفي طوكيو انخفض المؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة للأوراق المالية. وهبط نيكي 0.16 في المئة مسجلا 22907.96 نقطة في حين انخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.06 في المئة إلى 1588.60 نقطة.
وأظهرت بيانات حديثة أن مبيعات سيارات الركوب الأوروبية انخفضت في يونيو حزيران على أساس سنوي لكنها أظهرت تحسنا منذ مايو أيار مع تخفيف إجراءات العزل العام المفروضة بسبب فيروس كورونا في المنطقة. في مؤشرا تعكس أزمة الاقتصادات في منطقة اليورو .
وأظهرت أرقام من اتحاد صناعة السيارات الأوروبي أنه في يونيو حزيران، انخفضت تسجيلات السيارات الجديدة 24.1 بالمئة إلى 1131843 سيارة في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية. وفي مايو أيار، هوت المبيعات 56.8 بالمئة على أساس سنوي.
وانخفضت المبيعات في جميع الأسواق الأوروبية باستثناء فرنسا حيث ارتفعت 1.2 بالمئة في يونيو حزيران بفضل محفزات حكومية للسيارات منخفضة الانبعاثات والتي طُبقت في بداية الشهر.
وتراجعت التسجيلات في ألمانيا 32.3 بالمئة ونزلت في إسبانيا وإيطاليا والبرتغال بنسب 36.7 و23.1 و56.2 بالمئة على الترتيب.
وفي النصف الأول من 2020، انخفضت المبيعات 39.5 بالمئة في الوقت الذي ألقت فيه إجراءات العزل العام الهادفة لوقف انتشار فيروس كورونا بثقلها على القطاع.
من جانبها أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، أن الأزمة الناجمة عن وباء كوفيد-19 دخلت في مرحلة جديدة تتطلب مرونة لتأمين "انتعاش دائم وعادل"، محذرة من أن العالم "لم يتغلب" على الأزمة بعد.
وفي مقال على مدونة نشرت قبل أيام من اجتماع افتراضي لمجموعة العشرين برئاسة السعودية، عددت جورجييفا الأولويات وهي الإبقاء على إجراءات الحماية الاجتماعية "إن لم يكن توسيعها"، ومواصلة إنفاق المال العام لتحفيز الاقتصاد.
ومن بين هذه الأولويات أيضا، شددت جورجييفا على ضرورة والاستفادة من "الفرصة التي لا تُسنح إلا مرة واحدة في القرن" وتتمثل بإعادة بناء عالم "أكثر عدالة ومراعاة للبيئة واستدامة وذكاء وخصوصا أكثر قدرة على المقاومة".
وحتى مع ظهور بعض المؤشرات الإيجابية، قالت جورجييفا "لم نتغلب بعد" على الأزمة، محذرة من أن "موجة عالمية ثانية من المرض يمكن أن تسبب اضطرابات جديدة في النشاط الاقتصادي".
وتحدثت عن "مخاطر أخرى تشمل القيمة المشوهة للأصول وتقلب أسعار المواد الأولية وتزايد الحمائية والاضطراب السياسي".
لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى "التقدم الحاسم في البحث عن لقاحات وعلاجات يمكن أن تحفز الثقة والنشاط الاقتصادي".
واعترفت الخبيرة الاقتصادية في الوقت نفسه بأن "هذه السيناريوهات البديلة تدل على عدم اليقين الذي ما زال مرتفعا إلى درجة استثنائية".
وتعقد القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين في ظروف صعبة مع استمرار انتشار الوباء، كما تقول منظمة الصحة العالمية.
ويتوقع صندوق النقد الدولي للعام 2020 انكماشا عالميا نسبته 4,9 في المئة. وهذه النسبة أسوأ من 3 في المئة وردت في تقديراته التي صدرت في إبريل في أوج انتشار فيروس كورونا المستجد، وقال فيها إنها أسوأ أزمة يشهدها العالم منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
وحذر الصندوق في 24 يونيو -حزيران- من أن "هذه الأزمة ليست كغيرها"، مشيرا غلى أنها أشد مما كان متوقعا والانتعاش كذلك سيكون أكثر بطئا مما كان متوقعا.
وكالات