هل ينافس البشر؟.. أبرز المعلومات عن لختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي «AI-IQ»
يُعدُّ اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence IQ Test، اختصارًا AI-IQ) أحد أشهر الاختبارات المعنية بتقييم مستويات تطور الذكاء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلى عكس اختبارات الذكاء البشري التقليدية التي تقيس القدرات المعرفية العامة، تركّز اختبارات آي كيو للذكاء الاصطناعي على مهارات محددة تناسب الخصائص الفريدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلى تقييم الجوانب المختلفة لذكاء الذكاء الاصطناعي بما في ذلك:
الاستدلال: يتضمن ذلك القدرة على حل المشكلات، وإجراء استنتاجات منطقية، واستخلاص النتائج من المعلومات.
التعلم: يشير إلى القدرة على اكتساب معارف ومهارات جديدة، فضلًا عن التكيُّف مع المواقف الجديدة.
التخطيط: يتضمن ذلك القدرة على تحديد الأهداف، وتطوير الاستراتيجيات، واتخاذ القرارات.
الإدراك: يشير إلى القدرة على تفسير المعلومات من البيئة وفهمها، بما في ذلك البيانات المرئية والسمعية والحسية..
الإبداع: القدرة على توليد أفكار وحلول جديدة.
وعلى الرغم من أن اختبارات ذكاء الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير ولا يوجد معيار واحد مقبول عالميًا، فإن الاختبارات الحالية تمثّل خطوة مهمة إلى الأمام في الجهود القائمة لفهم وقياس ذكاء الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تساعد هذه الاختبارات على:
تحديد نقاط القوة والضعف في أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة ومقارنتها.
تتبع التقدم المحرز في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
فهم أفضل لطبيعة الذكاء الاصطناعي نفسه.
الذكاء الاصطناعي يفشل أمام اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي
لقياس مدى ذكاء نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة الآن، أجرى فريقٌ من العلماء من ضمنهم كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا وباحثون من شركات ناشئة أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي اختبارًا لقياس كيفية تنافس المنطق العام للذكاء الاصطناعي مع الإنسان العادي.
ولذلك، جمّع فريق البحث سلسلة من الأسئلة الخاصة البسيطة من الناحية المفاهيمية بالنسبة للبشر ولكنها تمثّل تحديًا لمعظم أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ثم طُرِحت الأسئلة على عينة من البشر وأيضًا إعلى إصدار ذكاء اصطناعي مدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي، الذي يعتبر أحدث نموذج لغوي كبير موجود على الساحة حاليًا.
اختبر الفريق إصدار الذكاء الاصطناعي لمعرفة كيفية استجابته للأسئلة التي تتطلب مجموعة من القدرات الأساسية مثل التفكير، والتعامل مع الوسائط المتعددة، وتصفح الويب، واستخدام الأدوات عمومًا، وتتطلب الأسئلة التي طرحها الباحثون من إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي 4 اتخاذ عدد من الخطوات للتأكد من المعلومات من أجل الإجابة.
على سبيل المثال، في أحد الأسئلة طُلِب من إصدار الذكاء الاصطناعي زيارة موقع ويب محدد والإجابة عن سؤال خاص بالمعلومات الموجودة على هذا الموقع، وفي حالات أخرى كان على الإصدار إجراء بحث عام على الويب عن المعلومات المرتبطة بشخصٍ ما في الصورة.
والنتيجة النهائية هي أن أداء إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بنموذج جي بي تي 4 لم يكن جيدًا جدًا، حيث أظهرت نتائج البحث أن النماذج اللغوية الكبيرة عادة ما يتفوق عليها البشر عندما يتعلق الأمر بسيناريوهات حل المشكلات الأكثر تعقيدًا، وأشار التقرير النهائي إلى أنه على الرغم من نجاح النموذج في المهام التي قد تكون صعبة على البشر، فإن أداءها كان سيئًا حتى مع تزويده بالأدوات.
ولم يتجاوز معدل نجاح إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي 4 نسبة 30% لأسهل المهام و0% للمهام الأصعب، بينما بلغ متوسط معدل النجاح البشري 92%، وخلصت الدراسة إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي العام يعتمد على قدرته لإظهار قوة مماثلة لما يفعله الإنسان العادي في مثل هذه الأسئلة.
هل الذكاء الاصطناعي منافس للذكاء البشري ؟
مع المنافسة المحتدمة بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، لا يزال الكثير من الخبراء يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للتفوق على الذكاء البشري إلى حد ما، وعلى رأسهم المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ (Jensen Huang) الذي ذكر في لقائه ضمن قمة ديل بوك (DealBook) السنوية التي تعقدها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن الذكاء الاصطناعي سيكون منافسًا إلى حد ما للبشر خلال خمس سنوات.
وأضاف قائلًا: "إنه إذا عُرِف الذكاء الاصطناعي العام على أنه جهاز كمبيوتر يمكنه إكمال الاختبارات بطريقة تنافسية إلى حد ما مع الذكاء البشري، فعندئذ من الواضح أنه يمكننا أن نرى ظهور أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها إكمال تلك الاختبارات في غضون السنوات الخمس المقبلة".
كما توقع مؤسِّس شركة إنفيديا التي ازدهرت أعمالها مؤخرًا بسبب الارتفاع الكبير في الطلب على وحدات معالجة الرسومات العالية الطاقة (GPU) اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي الجاهزة التي ستضبطها الشركات في مختلف الصناعات وفقًا لاحتياجاتها، بدءًا من تصميم الرقائق وإنشاء البرامج وحتى اكتشاف الأدوية والأشعة.
كما ذكر أيضًا أن أحد الأسباب التي تجعل صناعة التكنولوجيا لا تزال بعيدة عن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام هو أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ماهر حاليًا في مهام مثل التعرف والإدراك، فإنه لا يمكنه حتى الآن إنجاز التفكير المتعدد الخطوات وهو ما يمثّل أولوية قصوى للشركات والباحثين.
ولكن هذا الرأي يخالفه العديدُ من علماء الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسهم كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا الذي انتقد علماء الذكاء الاصطناعي الذين يتحدثون بشغف وحماس عن إمكانية تطوير الذكاء الاصطناعي العام على المدى القريب، حيث انتقد بشدة القدرات التكنولوجية الحالية لصناعة الذكاء الاصطناعي وأنه لن يكون قريبًا من القدرات البشرية، وأن هذه الأنظمة تحتاج إلى نماذج داخلية تسمح لها بالتنبؤ بعواقب أفعالها، وبالتالي تسمح لها بالتفكير والتخطيط.
كما ذكر في تغريدة حديثة له: "أن النماذج اللغوية الكبيرة لا تمتلك قدرة التنافس مع الذكاء البشري ولا أي شيء قريب منه، ومن ثَمَّ فهي ليست حتى قريبة من الوصول إلى مستوى الذكاء البشري، وفي الواقع فإن افتقار نماذج الذكاء الاصطناعي فهم العالم المادي وقدرات التخطيط يضعها بشكلٍ كبير تحت مستوى ذكاء القطط، علاوة عن المستوى البشري".
ترسم نتائج اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي صورة واضحة، وهي أنه على الرغم من التطورات الأخيرة فإنه لا يزال أمام الذكاء الاصطناعي طريقٌ طويلٌ ليقطعه قبل أن يتمكن من منافسة الذكاء البشري.
وفي حين أن النماذج اللغوية الكبيرة مثل جي بي تي 4 تتفوق في المهام التي تتطلب التعرف على الأنماط ومعالجة اللغة، إلّا أنها تواجه صعوبة في التفكير المعقد وحل المشكلات وفهم العالم المادي، ما يشير إلى أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام لا يزال بعيدَ المنال على الرغم من التوقعات المتفائلة من بعض الخبراء والقادة في الصناعة.
بالإضافة إلى ذلك من المرجّح أن المفتاح للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام يكمنُ في تطوير نماذج داخلية تمكّن الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بعواقب أفعاله، والتفكير بشكلٍ استراتيجي، والتخطيط بفاعلية، ودون هذه القدرات سيظل الذكاء الاصطناعي أداة قوية لكنه ليس أداة قادرة على منافسة الذكاء البشري بشكلٍ حقيقي.
ومن ثَمَّ ينبغي أن تركّز الجهود البحثية المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي على سد هذه الفجوة وتزويد أنظمة الذكاء الاصطناعي بالقدرات اللازمة على التفكير والتخطيط للتغلب على القيود الحالية، وعندها فقط يمكننا أن نأمل أن نرى ظهور آلات ذكية يمكنها منافسة البشر في قدراتها العقلية".