"ستاندرد أند بورز" تستحوذ على "آي أتش أس ماركت" للتكنولوجيا في صفقه بقيمة 44 مليار دولار
استحوذت شركة "ستاندرد أند بورز" الأميركية للتصنيف الائتماني والمعلومات المالية والاقتصادية (أس أند بي غلوبال) على شركة خدمات تحليل المعلومات "آي أتش أس ماركت" البريطانية، في صفقة هي الأكبر في مجال الاندماج والاستحواذ هذا العام، إذ بلغت قيمتها 44 مليار دولار (33 مليار جنيه استرليني). ويتوقع إتمام الصفقة في النصف الثاني من عام 2021 المقبل، بعد الحصول على موافقات السلطات المختصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتصديق المساهمين في الشركتين على الدمج.
وكانت "أس أند بي غلوبال" انفصلت عن الشركة الأم "ماغرو-هيل" عام 2011 لتختص في المعلومات المالية والاقتصادية وإصدار تصنيف الديون للدول والشركات، بينما حافظت الشركة الأم على نشاطها في مجال التعليم.
أما "آي أتش أس ماركت"، فهي نتاج شراء شركة "آي أتش أس" الأميركية لتحليل معلومات قطاع السيارات والصناعات التكنولوجية لشركة "ماركت" البريطانية المنافسة لها عام 2016 في صفقة بلغت قيمتها 6 مليارات دولار.
وبحسب تقدير وكالة "رويترز" بلغت قيمة "آي أتش أس ماركت" السوقية بنهاية التعامل الأسبوع الماضي، 36.88 مليار دولار بحسب سعر سهم الشركة في البورصة، الذي ارتفع بنسبة 22 في المئة منذ بداية العام وحتى الآن.
ويتضمن عرض "أس أند بي غلوبال" شراء الأسهم، إضافة إلى 4.8 مليار دولار كديون، على أن يساوي كل سهم من "آي أتش أس ماركت" 0.2838 من سهم "أس أند بي غلوبال" في الشركة الناتجة من الاندماج. وسيملك مساهمو "أس أند بي غلوبال" 67.75 في المئة من أسهم الشركة الجديدة وتعود البقية إلى مساهمي "آي أتش أس ماركت".
وستقترب الشركة الجديدة من حجم شركة "بلومبيرغ" للمعلومات المالية والاقتصادية الرائدة في مجالها. ويُتوقع أن تصل العائدات السنوية للشركة الناتجة من الاندماج إلى 11 مليار دولار.
وشهد مجال الاستحواذ والاندماج نشاطاً كبيراً في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في مجال الشركات التي لم تتضرر من جائحة كورونا، خاصة في قطاعَي الصحة وتكنولوجيا المعلومات. وتوقع تقرير حديث لمؤسسة "موديز" للتصنيف الائتماني أن تشهد الفترة المقبلة، مع خروج الاقتصاد العالمي من أزمة وباء كورونا، موجةً من الاندماجات وعمليات الاستحواذ في قطاعات مختلفة.
ووصل حجم صفقات الاستحواذ والاندماج في الربع الثالث من العام، من يوليو (تموز) إلى سبتمبر 2020، أكثر من تريليون دولار، بحسب بيانات شركة "ريفينيتيف". وتسعى بورصة لندن إلى إنهاء صفقة الاستحواذ على "ريفينيتيف" التي تصل قيمتها إلى 27 مليار دولار. وكانت "ريفينيتيف استحوذت على وحدة المعلومات والتحليل في شركة "تومبسون رويترز" في العام قبل الماضي 2018.
ويتزايد اعتماد الأسواق والشركات وقطاعات الاستثمار والأعمال على شركات المعلومات مع تطور تكنولوجيا خوارزميات المعلومات واستخداماتها في التسويق وتقدير حركة الأسواق. ويرى محللون واقتصاديون أن الاعتماد على المعلومات، خصوصاً تحليل المعلومات الهائلة (بيغ داتا) سيصبح عصب الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة، حتى أن البعض شبّه سوق المعلومات بأنها "سوق نفط القرن الحادي والعشرين".
ولطالما كانت المعلومات في غاية الأهمية للعمليات المالية المحلية والعالمية، إلا أن تطوّر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أخيراً، واستنادها إلى خوارزميات المعلومات زاد من أهمية القطاع والشركات العاملة فيه.
وتظل شركتا "بلومبيرغ" و"ريفينيتيف" في موقع الريادة في مجال المعلومات، وتحديداً في قطاع الخدمات المالية والاستثمارات. ومن بين عائدات القطاع المحقَقة العام الماضي 2019، التي بلغت نحو 32 مليار دولار، كان نصيب "بلومبيرغ" منها 21 في المئة، أما نصيب "ريفينيتيف" فبلغ 33 في المئة.