أخبار اقتصادية

مصر تدشن طريق "القاهرة-كيب تاون" لربط شمال أفريقيا بجنوبها

ايكونومي 24

تواصل القاهرة سعيها إلى ربط شمال القارة الأفريقية بجنوبها، عبر عدة مشاريع تنفذها بالتوازي، وتأتي في مقدمتها طريق تصل بين مدينتي القاهرة وكيب تاون، عاصمة جنوب أفريقيا، يبلغ طولها نحو 10 آلاف كيلومتر مربع، وتمر في عدد من البلدان في وسط وشرق القارة السمراء.

وتخطط الحكومة المصرية للانتهاء من إنجاز الطريق في غضون ثلاث سنوات.

على مدار العقود الماضية، كانت عمليات نقل البضائع والمنتجات من وإلى دول أفريقيا شاقة، وهي أكبر العقبات التي تواجه رجال الأعمال والمستوردين والمُصدرين، خصوصاً من الشمال إلى الجنوب.

لكن في السنوات الماضية، بدأت القاهرة البحث عن طرق لنفاذ البضائع، سواء المصرية أو العربية أو الأوروبية، إلى جنوب ووسط القارة الأفريقية، وكان مشروع "القاهرة-كيب تاون" واحداً من الحلول، في مروره داخل تسع دول، بداية من مصر، مروراً بالسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والغابون، لينتهي في جنوب أفريقيا.

وقال وزير النقل المصري كامل الوزير، إن بلاده عضو فاعل في مكونات طريق الحرير وهناك خطة لتطوير الموانئ المصرية وتدشين محطات لتناول الحاويات (الترانزيت)، لنصل إلى مرحلة التدشين وليس التصدير والاستيراد فحسب.

وأضاف، في مؤتمر صحافي عُقد في القاهرة الأسبوع الحالي، أن مصر تسعى إلى تنفيذ خطوط سكك حديدية تربطها بمحيطها الإقليمي، مثل القطار السريع الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط لنقل حاويات وبضائع، التي ستصدر لاحقاً إلى أوروبا.

وأكد أن مشروع "القاهرة- كيب تاون" يأتي ضمن مخطط الحكومة لربط مصر بمحيطها الإقليمي بطول 10228 كيلومتراً، تُنفذ 1166 منها داخل مصر بتكلفة تقترب من 26 مليار جنيه (حوالى 1.6 مليار دولار) ستوفر من ميزانية الدولة.

وأوضح أن قيمة مشاريع وزارة النقل بلغت نحو 1.2 تريليون جنيه (حوالى 77 مليار دولار) حتى نهاية الشهر الماضي، بينما من المخطط أن تصل إلى نحو 3 تريليونات جنيه (حوالى 190 مليار دولار) عام 2030.

مبادرة "جسور"

بالتوازي مع "القاهرة-كيب تاون"، تنفذ الحكومة المصرية عدة خطوات أخرى لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، أهمها تدشين مبادرة أطلقت عليها اسم "جسور" بهدف الربط مع عدد من بلدان القارة.

وقال وزير قطاع الأعمال العام المصري هشام توفيق، إن وزارته أطلقت مبادرة "جسور" العام الماضي، شاملة حزمة متكاملة من خدمات النقل واللوجستيات متضمنة الترويج والوساطة.

وأضاف أن المبادرة استندت إلى ما تمتلكه الشركات التابعة لوزارته من إمكانات في مجالات النقل البحري والبري والشحن والتفريغ والتخليص الجمركي والتجارة الخارجية والملاحة البحرية.

وأوضح أنه تم إطلاق الجسر الأول من مدينة العين السخنة في محافظة السويس، شرق القاهرة، ليصل إلى مومباسا الكينية، ومنها إلى دول شرق أفريقيا على أن تطلق لاحقاً جسور أخرى متجهة نحو بلدان غرب أفريقيا.

من جانبه، قال رئيس قطاع التمثيل التجاري في وزارة التجارة والصناعة المصرية، أحمد عنتر، إن خطط التصدير إلى أفريقيا كانت دائماً تصطدم بعقبة نقل المنتجات والبضائع.

وأضاف أن عدم توافر خطوط سكك حديدية وعدم انتظام خطوط الطيران في عدد كبير من دول القارة، علاوة على تراجع معدلات الأمان وتأمين البضائع والمنتجات، كانت من أسباب عزوف رجال الأعمال والمُصدّرين المصريين عن التصدير بكثافة إلى الدول الأفريقية.

وأكد أن نجاح مخطط "القاهرة-كيب تاون" سيكون له مردود جيد في زيادة حركة الصادرات والواردات المصرية من وإلى دول القارة، إضافة إلى تعزيز التجارة البينية بينها.

وأوضح أن الحكومة تهدف إلى أن تكون القاهرة حلقة وصل لنقل البضائع من أوروبا وآسيا إلى أفريقيا، مشيراً إلى أن "القاهرة-كيب تاون" سيساعدها على تنفيذ خطتها لزيادة صادراتها إلى القارة السمراء، حتى تصل إلى 30 مليار دولار في غضون ثلاث سنوات.

وقال إن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول أفريقيا يزداد سنوياً، خصوصاً مع بلدان حوض النيل، إذ بلغت حصيلة الصادرات المصرية إلى الأخيرة 1.2 مليار دولار أميركي نهاية عام 2019، بزيادة 1.4 في المئة عن 2018.

ترتبط القاهرة مع دول القارة بعدد من الاتفاقيات المشتركة البينيّة، تأتي في مقدمتها اتفاقية "الكوميسا" واتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، التي أعلن عن تطبيقها عام 2015.

وانضمت مصر إلى اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا) عام 1998 إلى جانب 20 دولة أخرى، ليصبح عدد أعضائها 21 دولة، تمتد على مساحة 13 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 560 مليون نسمة، في حين يقدر إجمالي ناتجها المحلي بنحو 770 مليار دولار.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين القاهرة ودول "الكوميسا" حتى نهاية العام الماضي نحو 3.9 مليار دولار، 2.9 مليار دولار منها صادرات مصرية، ومليار دولار واردات.

وقال رئيس الغرفة المصرية التجارية في الإسكندرية أحمد الوكيل، إن التجار والمصدرين ينسقون في الفترة الحالية مع جهاز التمثيل التجاري من أجل وضع خطة لتنظيم بعثات تجارية ترويجية مشتركة إلى السوق الأفريقية.

وأكد أنه "خلال السنوات الخمس الماضية بدأنا نشعر بجدية الحكومة المصرية في تأسيس روابط وقنوات اتصال مع الدول الأفريقية"، مشيراً إلى أن آخر مظاهرها الإعلان عن تدشين "القاهرة-كيب تاون"، الذي سينعكس إيجاباً على التجارة مع دول القارة.

وأضاف أن "الطريق الجديدة بعد إنجازها ستوفر تكاليف الشحن والنقل، ما سيسهم في دفع التجارة البينية".

وطالب الحكومة بضرورة العمل على توفير البيانات والمعلومات اللازمة للقطاع الخاص، بشأن فرص الاستثمارات والحاجات والسلع المطلوبة في الدول الأفريقية المختلفة.

 

 

الأكثر مشاهدة