مصر ضمن 3 دول بالمنطقة المتوقع عودة نموها خلال 2021 إلى مستويات ما قبل كورونا
توقع محللو فيتش سوليوشنز أن تكون مصر ضمن 3 اقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعود نمو الناتج المحلي الإجمالي لها إلى مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19" في 2021.
وقال محللو فيتش سوليوشنز في ندوة عبر الإنترنت عقدت أمس في أحدث توقعات للمؤسسة بشأن الاقتصاد الكلي في المنطقة، إن ذلك يأتي بدعم من التوقعات بحدوث انتعاش قوي في قطاعي النفط والغاز والسياحة خلال العام.
وذكر محلل المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المؤسسة سليم البدري، "أن التيسير النقدي المتمثل في قيام البنك المركزي المصري (بخفض أسعار الفائدة الرئيسية) بمقدار 400 نقطة أساس العام الماضي، بالإضافة إلى التوسع في الإنفاق المالي وسياسات التحفيز المنفذة بشكل جيد، ساعد في تخفيف أثر التداعيات الاقتصادية للوباء بحسب انتربرايز.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر بنسبة 2.9% في العام المالي الحالي 2021/2020، ما يمثل تراجعاً طفيفاً مقابل الـ3% التي كانت فيتش توقعتها في يناير الماضي، وهو ما أرجعته إلى الصعوبات في عملية طرح اللقاحات المضادة للفيروس.
وقالت نائبة رئيس إدارة المخاطر القطرية لدى فيتش جولي بيكنشتاين: "من المتوقع أن تستمر عمليات التطعيم للفئات السكانية ذات الأولوية في الفترة من 21 مارس إلى 21 سبتمبر"، مشيرة إلى تأخر عملية توزيع اللقاحات في مصر مقارنة الدول الأخرى في المنطقة مثل إسرائيل والمغرب ودول الخليج.
وتتوقع فيتش أن تعزز مصر من إنتاجها من الغاز الطبيعي لتصل إلى مستويات ما قبل الوباء في العام المالي 2021/2020. وتتوقع أيضاً أن يستقر الإنتاج عند هذه المعدلات، مع حدوث انخفاض هامشي بحد أقصى 10% خلال العام المالي 2022/2021.
ويعد هذا انكماشاً أكثر حدة مقارنة بالانخفاض البالغة نسبته 4.5% الذي توقعت وزارة البترول الشهر الماضي، وتوقعت الوزارة حينها أيضاً أن يصل الإنتاج اليومي من الغاز إلى 7.2 مليار قدم مكعب، انخفاضاً من 7.45 مليار قدم مكعب يومياً خلال العام المالي الجاري.
ومن المتوقع أيضا أن يؤدي التعافي القوي لقطاع السياحة إلى دفع وتيرة النمو على المدى المتوسط في البلاد، حيث من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 5% في العام المالي 2022/2021، وفق ما ذكره البدري.
وزار مصر نحو 500 ألف سائح في الربع الأول من العام الجاري، وبلغت عائدات القطاع خلال الفترة ما بين 600 و800 مليون دولار، في حين استقبلت البلاد أكثر من مليوني سائح في فترة الـ 9 أشهر منذ استئناف رحلات الطيران في أعقاب الموجة الأولى من الفيروس.
وقال وزير السياحة خالد العناني مؤخراً، إنه من المتوقع أن تعود حركة السياحة بمصر لمستويات ما قبل الجائحة بحلول خريف 2022.
ومن المتوقع أيضاً أن تكون إسرائيل وقطر من بين أفضل الاقتصادات أداءً في المنطقة، حيث ستقود الأخيرة عملية التعافي في منطقة الخليج باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي يعود فيها النمو الاقتصادي لمستويات ما قبل الوباء في العام الجاري.
وأرجعت فيتش التباطؤ في تعافي الاقتصادات الأخرى بالمنطقة إلى انكماش نشاط قطاع النفط جراء خفض الإنتاج وفق القرارات التي اتخذها تحالف "أوبك+". إلا أن فيتش متفائلة بأن يؤدي قرار "أوبك+" برفع إنتاج النفط تدريجيا خلال الفترة من مايو وحتى يوليو المقبل إلى زيادة الطلب على الوقود، ما سيدفع عجلة النمو في دول خليجية مثل السعودية والإمارات، ولكن ليس بالقدر الكافي لإعادة اقتصادات تلك الدول إلى تسجيل معدلات نمو ما قبل الجائحة، وفقاً لما قاله البدري.