جولدمان ساكس: عودة السياحة الروسية لمصر يعزز عائداتها الخارجية بـ3 مليارات دولار سنويًا
قال تقرير حديث أصدره بنك جولدمان ساكس، إن استئناف الرحلات الجوية الروسية السياحية إلى مصر بمثابة دفعة كبيرة لآفاق الانتعاش لقطاع السياحة في مصر، الذي تضرر من جائحة فيروس كورونا، وهو الأمر الذي يعزز النظرة المستقبلية للموارد الخارجية.
وأوضح التقرير أنه في ذروة انتعاش السياحة عام 2014، كان السياح الروس يمثلون ثلث إجمالي السياح الوافدين إلى مصر، لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير منذ فرض الحظر على الرحلات الجوية المباشرة، وحسب تقديراتنا، نرى أن عودة نشاط السياحة الروسية إلى مستويات ما قبل عام 2015، يمكن أن يعزز عائدات السياحة في مصر بأكثر من 3 مليارات دولار سنويًا (نحو 0.75% من الناتج المحلي الإجمالي)، ومن المرجح أن يحدث هذا الأمر بشكل تدريجي نظرًا لاستمرار الوباء العالمي.
وأعلنت مصر وروسيا يوم الجمعة (23 أبريل) استئناف جميع الرحلات الجوية بين البلدين، بعد توقف دام خمس سنوات، وكان قد تم تعليق الرحلات الجوية المباشرة من روسيا إلى مصر في أكتوبر 2015 بعد سقوط طائرة شركة متروجيت رقم 9268 المتجهة من مدينة الغردقة الساحلية إلى مدينة سانت بطرسبرج.
وأشار التقرير إلى أنه خلال العشر سنوات السابقة لحادث الطائرة الروسية (Metrojet)، كانت السياحة الروسية إلى مصر تنمو بوتيرة سريعة، وبلغت ذروتها في عام 2014، بدخول أكثر من 3.1 مليون سائح روسي، وهو ما يمثل نحو ثلث إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر في ذلك العام، وفي أعقاب الحادث، انخفضت بشدة أعداد السياح الوافدين من روسيا ولم تتعافى المعدلات منذ ذلك الحين، ويرجع السبب الرئيسي لهذا، إلى فرض الاتحاد الروسي حظرًا على جميع الرحلات الجوية المباشرة إلى مصر، في انتظار مراجعة وتعديل إجراءات السلامة بالمطارات.
ووفقًا لتقارير الصحافة الروسية، فإن تحسن معايير السلامة يسمح الآن باستئناف الرحلات الجوية، ويجري حاليًا مناقشة استئناف السياحة إلى الغردقة وشرم الشيخ في سيناء.
وتجاوز متوسط الدخل من كل سائح في مصر على مدى السنوات الثلاث الماضية 1000 دولار (الشكل 2). وبالتالي، فإن احتمالية عودة السياحة الروسية إلى مستويات ما قبل عام 2015 والتي تجاوزت 3 ملايين سائح سنويًا، تعني تعزيز الحساب الجاري بنحو 3 مليارات دولار سنويًا (نحو 0.75% من الناتج المحلي الإجمالي)، كما أنه يمنح آفاق نمو الناتج المحلي الإجمالي دفعة جيدة، نظرًا لاعتماد الاقتصاد بشكل كبير على صناعة السياحة، والتي تمثل واحدة من كل سبع وظائف في الاقتصاد المصري، وذلك وفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
وهناك عدم يقين نسبي فيما يتعلق بتوقيت استئناف السياحة الروسية، إذ إنه من المحتمل أن يكون مرتبطًا بتطورات الوباء العالمي، بما في ذلك نجاح عمليات التطعيم وإنتاج اللقاح في روسيا ومصر.