علي عمران: ضرورة تعزيز الشراكات بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية في ضوء التحول الرقمي
دعا خبير مصرفي متخصص الى الاستفادة القصوى من التحول الرقمي الحاصل حالياً في قطاع البنوك في دولة الامارات من خلال تعزيز الشراكات بين كل من البنوك والوسطاء الماليين وشركات التكنولوجيا المالية، مما ينتج عنه تسريع عملية تحول تبني الحلول الرقمية من قبل المصارف على نحو أوسع ضمن جهود الدولة في مجال رقمنة الاقتصاد.
وأشار علي عمران، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في "GoFinance"، الذي كان من بين آوائل فرق المبيعات الخارجية للخدمات المصرفية للمستهلكين الأفراد في الدولة: "قادت موجة التحول والرقمنة العديد من المصارف والوسطاء وشركات التأمين ومديري الاستثمار نحو تبني الحلول الرقمية بشكل واسع، مما أثمر في دفع عجلة الشراكات مع شركات التكنولوجيا المالية.
ومع بداية التسعينات، ومع نمو الاقتصادي والسكاني في الإمارات، شهدت المصارف فرصة لاطلاق منتجات تجزئة مبتكرة للحسابات الشخصية وبطاقات الائتمان والقروض الشخصية وقروض السيارات لتلبية المتطلبات المصرفية.
ومثلت هذه المنتجات قفزة نوعية وحصدت استجابة كبيرة من قبل موظفي القطاعين العام والخاص. وتزايد الطلب على منتجات التجزئة المصرفية، مما دفع البنوك إلى تنمية شبكة التوزيع الخاصة بها وتوسيع رقعة تواجدها المادي، بالإضافة إلى استكشاف طرق أخرى للاستفادة القصوى من فرص النمو المتاحة.
ونتج عن هذا ظهور فكرة المبيعات الخارجية وكانت بنوك الإمارات الأولى في المنطقة في تقديم مفهوم فرق المبيعات، حيث يقوم موظف المبيعات بزيارة صاحب العمل أو الشركة بدلاً من قيام العملاء بزيارة فرع المصرف. وخلال هذه الفترة يتكرر سيناريو شبيه ولكن هذه المرة في الفضاء الرقمي".
وتمثل "GoFinance" حلا مثاليا ليس لخدمة المصارف فحسب بل لخدمة الوسطاء والمستهلكين الأفراد من خلال تمكينهم من الوصول للخدمات على مدار اليوم وطوال الأسبوع عبر منصتها لإجراء المعاملات الرقمية والمنظمة.
وأضاف على عمران في إطار تأكيده على العلاقة بين الوسطاء ومنصات التكنولوجيا المالية: "عندما ارتفع الطلب على مفهوم المبيعات، بدأت المصارف في تعهيد فرق مبيعات عبر شركاء خارجيين وفي نفس الوقت عملت على تأسيس شركات توريد خاصة بها لتعظيم الاستفادة من هذه الفرصة.
وأثبت هذا النموذج نجاحه حيث حققت المصارف وصولاً كبيرًا إلى السوق، من خلال أكثر من 12000 موظف مبيعات عملوا في هذا المجال مع حلول العام 2005.
وبدأت المصارف في التفكير في قنوات مبيعات بديلة حيث تقوم الشركات الخارجية المستقلة بالكامل بالأعمال التجارية دون تكاليف ثابتة.
ومن هنا نشأ قطاع جديد بالكامل ويوجد اليوم أكثر من 60 شركة وساطة للخدمات المصرفية للمستهلكين الأفراد تتخصص في هذا المجال وتوظف أكثر من 3000 مندوب مبيعات يعملون في الغالب على أساس العمولة".
وفي وقت تزدهر فيه أعمال الوسطاء الماليين اليوم، لا زالت معظم الأعمال تُنفذ بطريقة تقليدية ومادية.
اتجه المستهلكون بعد جائحة "كوفيد 19" نحو الحلول الرقمية الفورية حيث يمكنهم مقارنة الحلول والمنتجات وتقديم الطلبات والحصول عليها فوريًا، بعكس الماضي حيث يزور موظف المبيعات التقليدي العملاء في أماكنهم وخلال أوقاتهم.
ومع مرور الوقت، ستتاح المزيد من المنصات الرقمية مثل "GoFinance"، لتلبية المتطلبات المصرفية للمستهلكين الأفراد. ويشير الخبراء أن هناك 79 وسيطًا حاليًا في السوق، وعند تعاونهم مع شركات مثل "GoFinance"، سيتمكنوا من تقديم خدمات بسيطة وآمنة وسريعة ورقمية لعملائهم ورفع مستويات خدماتهم لفهم المستهلكين وتوثيقهم بالاضافة الى تعزيز جانب الشفافية في عملياتهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ومن المقرر ان توفر "GoFinance" للمستهلكين حلولاً شاملة للانجاز تتيح البحث والمقارنة والاختيار والتطبيق والاستلام الرقمي للمنتجات المالية. وتهدف الشركة إلى تقديم أفضل وأسرع الصفقات والخيارات للمنتجات المالية مثل التمويل الشخصي، وتمويل العقارات، وتمويل السيارات، وبطاقات الائتمان، وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدراج منتجات التأمين على السيارات والتأمين الصحي وغيرها على المنصة.
وقبيل اطلاقها، عقدت "GoFinance" اتفاقات مع العديد من المؤسسات الحكومية والشركات والبنوك وشركات التقييم في الإمارات لتقديم أفضل الصفقات المصرفية والتأمينية للمستهلكين الأفراد.
وفقًا لعمران، لا تسهم الشراكة بين الوسطاء وشركات التكنولوجيا المالية في زيادة العائد فحسب بل أيضا في تسريع التسليم الفوري على مدار الساعة وطوال الأسبوع وتوسيع قاعدة العملاء بالاضافة الى تعزيز سمعة العلامة التجارية وتقديم خدمات إضافية للعملاء مثل دفع الفواتير والتأمين وغيرها وخفض التكاليف وتعزيز القدرة السريعة على التوسع.
وعلى الصعيد العالمي، تعد الشراكات بين شركات التكنولوجيا المالية والمصارف مثمرة خاصة مع تنامي عدد شركات الخدمات المالية التي تلجأ إلى تقنيات التكنولوجيا المالية لزيادة عائداتها. ويحثّ خبراء القطاع المصارف والوسطاء وشركات التكنولوجيا المالية على إيجاد طرقًا إبداعية ومبتكرة للتعاون، من أجل تبسيط التجربة المصرفية للعملاء ومساعدة بيئات عمل قطاع التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط على تحقيق إمكاناته الكاملة.