أوروبا تشدد التدابير لاحتواء الموجة الجديدة من كورونا
تحاول الدول الأوروبية حيث يتوقع تفشي فيروس كورونا بقوة في الأسابيع المقبلة، احتواء انتشاره مع تشديد شروط الدخول إلى فرنسا والمملكة المتحدة.
وفرضت فرنسا اعتباراً من منتصف ليل السبت، 17 يوليو (تموز)، على المسافرين غير المطعمين القادمين من "المملكة المتحدة، وإسبانيا، والبرتغال، وقبرص، واليونان، وهولندا"، إبراز فحوص لكشف الإصابة لا تزيد مدتها على 24 ساعة. حتى الآن كان يتم القبول بفحوص صالحة لمدة 72 ساعة، باستثناء أولئك القادمين من المملكة المتحدة الذين عليهم تقديم نتائج مسحة سلبية لا تزيد على 48 ساعة.
وفي وقت ترتفع الحالات بشكل كبير تحت تأثير المتحورة "دلتا"، وسعت فرنسا قائمة البلدان "الحمراء" إلى بلدان جديدة هي "تونس، وموزمبيق، وكوبا، وإندونيسيا".
وتخوفاً من "الانتشار المستمر" في فرنسا للمتحورة "بيتا"، التي رصدت لأول مرة في جنوب أفريقيا، قررت الحكومة البريطانية فرض حجر صحي على كل القادمين من هذا البلد حتى لو تلقوا اللقاح.
هذه النسخة المتحورة موجودة في جزيرة ريونيون الفرنسية، لكن انتشارها محدود جداً في فرنسا. وهي من المتحورات الأربع المقلقة التي حددتها منظمة الصحة العالمية إلى جانب "ألفا" و"غاما" و"دلتا".
تقول الطبيبة مود لوموان مستشارة أمراض الكبد في مستشفى سانت ماري بلندن "نعمد إلى إزالة جميع إجراءات الحماية في 19 يوليو (تموز) ومن ناحية أخرى نفرض حجراً صحياً على البريطانيين أو المقيمين الذين أنهوا عملية تطعيمهم بالكامل الذين يعودون من فرنسا"، معتبرة أن ذلك يبعث "رسالة مربكة جداً للأشخاص".
بالنسبة إلى البروفيسور جون إدموندز العضو في مجموعة العلماء التي تقدم الاستشارة للحكومة البريطانية، فإن الوزراء محقون في القلق من المتحورة "بيتا" بسبب مقاومتها للقاحات.
وسجلت بريطانيا، أمس السبت، 54674 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" ارتفاعاً من 51870 إصابة في اليوم السابق، في أعلى زيادة يومية للإصابات بالمرض منذ ستة أشهر.
وسجلت بريطانيا خلال الأيام الأربعة الماضية أعلى زيادات يومية منذ 15 يناير (كانون الثاني) عندما أعلنت تسجيل 55761 إصابة جديدة.
وسجلت البلاد 41 وفاة جديدة بالمرض خلال 28 يوماً من تشخيص الإصابة به، انخفاضاً من 49 وفاة، الجمعة.
وأعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، السبت، أن الفحوص أثبتت إصابته بكوفيد-19 لكنه لا يشعر سوى بأعراض خفيفة، مشيراً إلى أنه كان قد حصل على جرعتين من اللقاح المضاد للمرض.
أيد جاويد، الذي يشغل منصب وزير الصحة منذ ثلاثة أسابيع، خطة رئيس الوزراء بوريس جونسون لإلغاء جميع القيود القانونية المتبقية بشأن فيروس كورونا اعتباراً من غد الإثنين.
وتحتل بريطانيا المركز السابع من حيث عدد وفيات كوفيد-19 على مستوى العالم، وجرى تطعيم ثلثي البالغين بشكل كامل.
وفرضت اليونان، السبت، حظر تجوال بين الساعة الأولى والسادسة صباحاً وقيوداً أخرى في جزيرة ميكونوس السياحية المعروفة بسهراتها الصاخبة.
وهي تسير على خطى منطقة كتالونيا الإسبانية السياحية، التي أعادت، الجمعة، فرض حظر التجوال في الأوقات نفسها لمدة أسبوع، في معظم مدنها بما في ذلك برشلونة، ما يطال ثمانية ملايين شخص.
ومع المتحورة دلتا وتخفيف الإجراءات لموسم الصيف، تخشى الحكومات تفشياً جديداً للوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حول العالم.
تتوقع الوكالة الأوروبية المكلفة الأمراض ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات "كوفيد-19" في الأسابيع المقبلة مع ما يقارب خمسة أضعاف عدد الحالات الجديدة بحلول الأول من أغسطس (آب). ومع ذلك، يتوقع أن تزداد حالات الاستشفاء والوفيات بسرعة أقل، وفقاً للمركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها بفضل حملة التطعيم.
وفي الولايات المتحدة التي كانت في المراكز المتقدمة لجهة التطعيم، تعثرت حملة التلقيح مع فشل إقناع الأكثر تردداً، ولم يتحقق الهدف المتمثل في حصول 70 في المئة من البالغين على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح بحلول 4 يوليو في العيد الوطني.
واتهم فيفيك مورثي، كبير الأطباء في الولايات المتحدة، الجمعة، "مجموعات التكنولوجيا التي سمحت بنشر معلومات مضللة بتلويث بيئتنا"، مطالباً إياها بالتحرك "بسرعة وباستمرار ضد أكبر ناشري" المعلومات المضللة.
وتصاعدت حدة اللهجة بين الرئيس الأميركي جو بايدن و"فيسبوك" متهماً الموقع بـ"قتل الناس".
ولم يتأخر رد مجموعة مارك زوكربيرغ التي قالت في بيان لاذع، إنه من خلال نقل معلومات السلطات حول اللقاحات فقد ساعدت في "إنقاذ الأرواح. نقطة على السطر".
في المقابل، أعلن مسؤولون أوروبيون، السبت، أن الاتحاد الأوروبي تجاوز الولايات المتحدة لناحية معدل السكان الذين تلقوا جرعة لقاح واحدة على الأقل ضد فيروس كورونا، في حين أن القارة العجوز كانت قد سجلت على مدى أشهر تأخيراً في هذا المجال مقارنة بمناطق أخرى.
وكتب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون على "تويتر" أن "الاتحاد الأوروبي لقح، اليوم، جزءاً أكبر من سكانه بالجرعة الأولى مقارنة بالولايات المتحدة (55.5 في المئة/ 55.4 في المئة)".
وأضاف "سنكمل ونسرع!"، ناشراً إحصاءات موقع "عالمنا في البيانات".
كانت استراتيجية التلقيح الأوروبية التي بدأت ببطء مقارنة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة بسبب نقص الإمدادات الكافية، موضع انتقادات وجدل خلال الأشهر الأولى من العام. وطالت الانتقادات المفوّضية الأوروبية التي كانت مسؤولة عن تنسيق طلبيات اللقاحات للدول الأعضاء الـ27.
في كوريا الجنوبية، قالت وزارة الدفاع، إنها ستعيد جميع الجنود الموجودين على متن سفينة تشارك في دورية لمكافحة القرصنة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن فريق إحلال سيقود الباخرة عائداً إلى البلاد بعد ثبوت إصابة عشرات الجنود بفيروس كورونا.
وذكرت الوزارة أن طائرتي نقل ستقلعان إلى الشرق الأوسط في وقت لاحق، الأحد، مؤكدة أن 61 جندياً آخر على متن السفينة أصيبوا بالفيروس بعد تقارير إعلامية ذكرت أن ستة أصيبوا بالعدوى.
وتكافح كوريا الجنوبية، التي كانت نموذجاً في كبح الفيروس في السابق، ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات بالعدوى مع انتشار سلالة "دلتا" في أنحاء البلاد، وسجلت كوريا الجنوبية 1454 إصابة، السبت، ليصل العدد الإجمالي في البلاد إلى 177951، بينما يبلغ عدد الوفيات 2057.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية إنها سجلت 868 وفاة و34339 إصابة جديدة، السبت، ويبلغ إجمالي الإصابات في البرازيل حالياً 19 مليوناً و342448، بينما وصل عدد الوفيات إلى 541266.
في المكسيك، ذكرت وزارة الصحة أنها سجلت 225 وفاة و12631 إصابة جديدة، السبت، ووصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 236240 بينما سجلت البلاد مليونين و654699 إصابة في المجمل منذ ظهور الوباء.
وارتفع عدد الإصابات اليومي في الأيام السبعة الماضية إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ فبراير (شباط)، وأشارت بيانات حكومية منفصلة إلى أن العدد الفعلي للوفيات بالفيروس قد يكون أكبر من الأرقام المعلنة بواقع 60 في المئة على الأقل.