الجلسة العامة "التقنيات النووية لتنمية أفريقيا" تناقش آفاق تطوير الذرة السلمية في القارة الأفريقية
بدعم من شركة "روساتوم" الحكومية عقدت بتاريخ 27 يوليو 2023 – خلال أعمال المنتدى الاقتصادي والإنساني الثاني "روسيا - أفريقيا" في مدينة سانت بطرسبرغ - جلسة عامة بعنوان "التقنيات النووية لتنمية إفريقيا"، علمًا أن هذه الفعالية جرت وفق صيغة الحضور المباشر والمشاركة عن بعد.
وقد شارك في هذه الفعالية وزير الموارد المعدنية "دوتو ماشاكا بيتكو" من تنزانيا، ووزير الطاقة من زيمبابوي "جيمو سودا"، ووزير الهيدروليكا والطاقة والتعدين "إبراهيم أويزيي" من بوروندي رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء النووية "أمجد الوكيل" من مصر، والرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة الذرية من رواندا "فيديل نداهايو"، وأليكسي ليخاتشوف مدير عام شركة روساتوم الحكومية وآخرين. ولقد أدار الندوة رسلان إديليغريف الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية المعني بقضايا المناخ.
في البداية ناقش المشاركون آفاق تطوير الذرة السلمية في القارة الأفريقية وسبل التعاون الممكنة في هذا المجال، حيث تحدث بهذا الشأن أليكسي ليخاتشوف قائلًا: "عندما نبدأ العمل مع هذه الدولة الجديدة أو تلك، أو نعمل من خلال توسيع نطاق نشاطنا مع عضو في النادي النووي، فإننا نقوم قبل كل شيء ببناء علاقات ثقة خاصة. ذلك لأنه يتعين علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن مسألة التعاون بين الدول في القطاع النووي هي دائمًا على جدول أعمال الشخصيات العليا من قادة الدولة والحكومة. في الوقت نفسه لا يمكن تنفيذ هكذا تعاون بنجاح إلا إذا كانت هناك علاقات ثقة على مستوى عال بين البلدان. في إشارة إلى إن الطاقة الذرية تتمتع بأهمية خاصة وهي أكبر من أن تؤخذ بعين الاعتبار فقط من وجهة نظر الجانب التجاري.
نحن نقدم دائمًا للشركاء طيف واسع من المشاريع لضمان السيادة التكنولوجية. ينطبق هذا أيضًا على التقنيات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطاقة النووية، مثل الطب النووي ومراكز التشعيع ومفاعلات الأبحاث وطاقة الرياح. بالاضافة أيضًا إلى مجموعة كبيرة جدًا من التقنيات المتعلقة بهندسة الالات، ذلك لأنه يتعين علينا أن نتعلم - جنبًا إلى جنب مع الشركات المصنعة المحلية - تصنيع منتجات ستحصل على شهادات في مجال الذرة".
بدوره أشار الدكتور أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء من جمهورية مصر العربية قائلًا:"يحظى برنامج الطاقة النووية السلمية في مصر بأهمية كبيرة بالنسبة لنا وهذا البرنامج يستمر في النمو بشكل ديناميكي بفضل تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية. وبالفعل فإن المشروع، الذي يعد جزءًا من برنامج التحول الصناعي واسع النطاق، بات يؤثر بالفعل بشكل إيجابي على مصر من خلال توسيع الفرص للصناعات المحلية بالإضافة إلى خلق فرص جديدة للخبراء المؤهلين ذوي المهارات العالية. كما تسبب المشروع في تنمية كبيرة للموارد البشرية في مصر من خلال مبادرات مثل إنشاء مدرسة الضبعة النووية الخاصة.
ستكون الطاقة النووية ضرورية للغاية إذا أرادت مصر تحقيق أهداف إستراتيجية الطاقة الخاصة بها، والتي تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد باستمرار على الكهرباء داخل البلاد تهدف استراتيجية مصر الشاملة للطاقة من أجل التنمية المستدامة إلى زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في ميزان الطاقة حتى تصل النسبة إلى 42% بحلول عام 2035. على كل حال سوف تساهم مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير في تحقيق مؤشر توازن الطاقة، ولكن يجب أن تستند إلى مصدر ثابت للحمل الأساسي الموثوق. ومن هنا أعتقد أن هذا هو الدور الذي ستلعبه الطاقة النووية. بالإضافة إلى ذلك يمكننا من خلال استخدام الطاقة النووية، الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ، كما يمكننا أيضًا استخدامها للحصول على الماء. وبالتالي فإن الطاقة النووية توفر العديد من الفوائد لمصر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلاد".
في حين تحدث فيدل نداهايو الرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة الذرية من رواندا قائلًا: "أود مرة أخرى أن أعبر عن امتناني لشركة روساتوم الحكومية على التفاعل المثمر وعلى تعزيز العلاقات بين بلدينا. بالطبع لا ينبغي علينا فقط النظر إلى مصادر الطاقة التقليدية. نود التفكير في استخدام الطاقة الذرية لتلبية احتياجاتنا. خاصة وأن حوالي 70% فقط من سكان البلاد يحصلون على الطاقة الكهربائية ونحن نأمل أن تزيد هذه النسبة. نحن بحاجة إلى الموثوقية والاستقرار، ويبدو لنا أن الطاقة النووية حل مهم للغاية ومصدر مهم، وهذا هو السبب في أننا سلكنا هذا الطريق".
أما وزير الموارد المعدنية في جمهورية تنزانيا المتحدة "دوتو ماشاكا بيتيكو" فقد نوه في هذا السياق قائلًا: "الطاقة النووية شيء جديد بالنسبة لنا، لكن العمل على مورد اليورانيوم الطبيعي جاري بالفعل ونحن شاركنا في هذا المشروع منذ عدة سنوات. ونأمل أن نرى قريبًا تطورًا سريعًا وزيادة كبيرة في الاستثمار. إذ نخطط في عام 2025 للوصول إلى مستوى 10% من الناتج المحلي الإجمالي لبلدنا من خلال صناعة التعدين. وبالتالي فإن استخراج اليورانيوم هو أحد العناصر المهمة لتحقيق هذا الهدف".
عشية المنتدى اقترحت شركة روساتوم الحكومية - عبر مديرها العام أليكسي ليخاتشوف - على البلدان الأفريقية مشاريع السيادة التكنولوجية وإدراجها ضمن السلسلة التكنولوجية التي أنشأتها روسيا. وبحسب قوله فإن الحديث يدور حول الانتقال من مبادرات لتدريب الكوادر للعمل في الصناعة النووية إلى إنشاء الشركات على أراضي القارة السمراء.