روساتوم توقع وثائق لتعزيز التعاون في مجال طاقة الهيدروجين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن
تعتبر الطاقة الهيدروجينية أحد المجالات ذات الأولوية في التطوير العلمي والتكنولوجي لدى شركة روساتوم الحكومية. وهنا لابد من الاشارة إلى إن تقنيات روساتوم المبتكرة تعتمد على الإنجازات المتطورة للعلوم النووية الروسية وتلبي بالكامل جدول أعمال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات المعمول به حاليًا.
وعلى وجه الخصوص، فقد اتفقت كل من شركة روساتوم الحكومية وحكومة مقاطعة سخالين وجامعة سخالين الحكومية على التعاون في تنفيذ مشاريع تجريبية في الطاقة الهيدروجينية وإعداد الكوادر خصيصًا لهذا القطاع الواعد في المنطقة. ويمكن القول بأن الاتفاق الثلاثي بات استمرارًا لتطوير مجمع الهيدروجين الشرقي في مقاطعة سخالين، والذي يركز بشكل عام على تحقيق أهداف الأجندة "الخضراء".
وفي هذا المضمار يخطط الأطراف لتطوير مجالات جديدة لاقتصاد منخفض الكربون في المنطقة بشكل مشترك، وصياغة مفهوم موحد لتوسيع نطاق تقنيات الطاقة الهيدروجينية في مقاطعة سخالين، والذي يتضمن أيضًا إدخال برامج تعليمية في التخصصات المطلوبة في إطار المشاريع التي ينفذها مجمع الهيدروجين الشرقي، بدءًا من المهندسين والمصممين إلى الكادر الذي يقوم بتشغيل المعدات ومرافق الطاقة الهيدروجينية.
وبالتالي سيؤدي تنفيذ مشاريع مجمع الهيدروجين الشرقي إلى توحيد جميع العناصر الرئيسية لانتاج وتوزيع سلسلة توريد الهيدروجين وتهيئة الظروف للتعاون العلمي والتكنولوجي في مجال طاقة الهيدروجين. وستشمل قائمة المشاريع التجريبية للمجمع "مصنع الهيدروجين" و"قطار الهيدروجين" و"مركز الكفاءة" و"حقل اختبار الهيدروجين مع مواقع تجريبية لاختبار أنظمة الطاقة الذاتية المعتمدة على الهيدروجين في ظل الظروف الطبيعية"، علمًا أن الاتفاقية سارية حتى عام 2030.
في هذا السياق أشار فياتشيسلاف ألينكوف نائب رئيس حكومة مقاطعة سخالين قائلًا: "إن تطوير مجمع الهيدروجين الشرقي في سخالين لا يحل المشاكل الإستراتيجية على المستوى الإقليمي فحسب. إذ إن مسألة الحد من البصمة الكربونية وتنظيم عملية انبعاث الغازات الدفيئة هي مشكلة تواجهها معظم البلدان، بما في ذلك روسيا، التي أخذت على عاتقها الالتزام بمسألة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ولهذا فإن إنشاء منظومة هيدروجينية جديدة يعتبر بمثابة تحدي رئيسي يواجهنا فيما يتعلق بمسائل تنظيم المناخ وتهيئة الظروف للانتقال إلى "الاقتصاد الأخضر".
في هذا الصدد أشار الكسندر سمرداك القائم بأعمال رئيس جامعة سخالين الحكومية قائلًا: "تعتبر الطاقة الجديدة واحدة من أهم مجالات التنمية في مقاطعة سخالين. ولذلك، فإننا نولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا الموظفين والتكنولوجيا. ونحن سنقوم بتدريب المتخصصين الذين سيعملون في مجال طاقة الهيدروجين في الحرم الجامعي SakhalinTech ذو المستوى العالمي، والذي يتم بناؤه حاليًا في سخالين الجنوبية. ونعهد بأن يحصل هؤلاء على المعرفة النظرية والمهارات العملية اللازمة للعمل في هذا القطاع الواعد في مجال الاقتصاد".
كما اتفقت كل من شركة "روس آتوم أوفر سيز" (جزء من شركة روساتوم الحكومية) والمركز العلمي والتعليمي "الشمال" (جمهورية ساخا (ياقوتيا)) على التعاون التكنولوجي في مجال طاقة الهيدروجين لتنفيذ مشاريع إمدادات الطاقة المتوازنة والفعالة إلى المناطق النائية المعزولة باستخدام تقنيات الهيدروجين ذات الدورة الكاملة. وعلى وجه الخصوص، سيوحد الطرفان جهودهما لإجراء دراسات وإدخال تقنيات حديثة ومنتجات جديدة في مختلف قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك تكنولوجيا P2G2P، والتي تنطوي على استخدام كمية الكهرباء الزائدة لإنتاج الهيدروجين واستخدامه كحامل للطاقة لإنتاج الكهرباء لاحقًا.
وفي هذا الصدد نوه أنطون موسكفين رئيس قسم التسويق وتطوير الأعمال في طاقة الهيدروجين في شركة روساتوم الحكومية قائلًا:
"تعد الطاقة الهيدروجينية واحدة من المجالات ذات الأولوية في التطوير العلمي والتكنولوجي لشركة روساتوم الحكومية، التي تتمتع بإمكانات كبيرة للتخلص من انتاج الطاقة الكربوني وحل مشاكل إمدادات الطاقة في مناطق القطب الشمالي والشرق الأقصى التي يصعب الوصول إليها في روسيا الاتحادية. إنني واثق من أن نتائج عملنا المشترك مع المركز العلمي والتعليمي "الشمال" ستكون مطلوبة وسوف تساهم في تسريع تنفيذ المشاريع الرائدة المهمة في مجال طاقة الهيدروجين في شمال شرق روسيا".
تنفذ شركة روساتوم الحكومية – وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي - برنامجًا استراتيجيًا لتطوير الطاقة الهيدروجينية في روسيا الاتحادية، والذي يتضمن تطوير كفاءاتها التكنولوجية الخاصة في كافة مراحل سلسلة توريد الهيدروجين بأكملها، بدءًا من الأساليب الواعدة الخاصة بانتاجه، مثل التحليل الكهربائي، وانتهاءً بالتخزين والنقل إلى المستهلكين المحليين والأجانب. وتقوم أكبر شركات روساتوم اليوم بتطوير حلول فعالة وتنافسية على المستوى الدولي في هذا المجال، بما في ذلك أنظمة جديدة متطورة من التحليل الكهربائي.
تعمل روساتوم أيضًا بشكل فعال على تطوير شراكات مع مؤسسات أجنبية لتنفيذ مشاريع طاقة الهيدروجين. فعلى سبيل المثال فإن شركة روساتوم وشركة LS Group Co الصينية - وهي إحدى أكبر الشركات المصنعة للمعدات في صناعات النفط والغاز والصناعات الكيماوية - سوف تنظران في إمكانية التعاون في مشروع لإنشاء مصنع طاقة الهيدروجين في جزيرة سخالين. حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الطرفين على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن في فلاديفوستوك.
ويناقش الطرفان إمكانية توريد معدات من الصين لتنفيذ مشروع إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في جزيرة سخالين، والذي تشارك فيه شركة روساتوم الحكومية، وكذلك تصدير الهيدروجين المنتج من روسيا إلى الصين.
نائب مدير قسم التنمية في شركةLanzhou LS Energy Equipment International Engineering السيد تسانغ بويانغ أكد في هذا الاطار قائلًا:"أود الاشارة إلى إن التعاون المتشكل فيما بيننا والمبني على المنفعة المتبادلة سوف يساهم في تطوير الإنتاج عالي التقنية في سخالين. إن اتفاق اليوم يخلق منصة لمزيد من تحقيق التعاون المشترك في جميع المجالات، ويسعدنا أن نرى المباحثات الجارية بين الطرفين تنتقل إلى مرحلة ديناميكية إلى حد ما".