“بي دبليو سي” تتوقع استمرار نمو قطاع الرياضة في الشرق الأوسط بمعدل أسرع من أي مكان آخر في العالم
أصدرت بي دبليو سي اليوم نتائج استطلاعها لقطاع الرياضة في الشرق الأوسط حيث يتناول الآثارالقصيرة والطويلة الأمد للأزمة الغير مسبوقة في تاريخ الرياضة المعاصر. حيث أن الاستطلاع قائم على دراسة عميقة لقطاع الرياضة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر. ويشمل تحليلًا شاملًا لجميع عناصر المنظومة الرياضية التي تشهد تطوراً سريعاً ومستمراً مع تسليط الضوء على الفرص المتاحة في ظل التوقعات التي تشير إلى نمو قطاع الرياضة في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة أسرع مقارنة بخمسين دولة أخرى حول العالم.
ولا شك أن الدعم الحكومي القوي للقطاع الرياضة في الشرق الأوسط والحرص على زيادة النضج التجاري لهذا القطاع كانا من أهم العوامل التي ساهمت في تعزيز مكانة الشرق الأوسط في مجال الرياضة في السنوات الأخيرة. ومن بين أمثلة الفعاليات الرياضية العالمية الضخمة التي جرت وستجري في المنطقة: سباق الجائزة الكبرى فورمولا 1 في كل من أبوظبي والبحرين بالاضافة إلى مدينة جدة والنزال الذي شارك فيه بطل الملاكمة للوزن الثقيل أنتوني جوشوا في المملكة العربية السعودية واستعدادات قطرأيضًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
على الرغم من الأثر غير المسبوق الذي خلفته القيود المفروضة لمنع انتشار فيروس كوفيد-19، تُظهر نتائج الاستطلاع في منطقتنا بوادر تدعو للتفاؤل. فعلى النقيض تماماً من مؤشرات السوق العالمي الذي يتوقع المشاركون فيه الآن تباطؤ معدل النمو السنوي ليصل إلى 3% خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، يتوقع المشاركون أن تشهد منطقة الشرق الأوسط نمواً بنسبة 8,7% خلال الفترة نفسها. ويرجع ذلك بالأساس إلى جهود حكومات المنطقة لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن الاعتماد على الموارد الطبيعية ووضع خططاً طموحة للقطاع الرياضي وضمان الترابط المجتمعي. فعلى سبيل المثال، أنفقت دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أكثر من 65 مليار دولار في تطوير قطاع الرياضة.
وفيما يخص توقعات التعافي من تداعيات جائحة كوفيد 19، يتوقع حوالي 63% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط أن يتعافى سوق الرياضة عموماً وبشكل كامل بحلول عام 2022، وهي نسبة تفوق بكثير نسبة المتفائلين المشاركين في الاستطلاع العالمي والذين توقعوا النتيجة نفسها والتي بلغت 42%. يعود هذا التفاؤل الى التوقعات باستمرار الإنفاق الحكومي في القطاع الرياضي. ولكن الاستطلاع يحث قطاع الرياضة في الشرق الأوسط بأن يعطي الأولوية لمبادراته الملموسة من أجل تسريع وتيرة التغيير وأن مستقبل القطاع يتوقف على ثلاثة عوامل أساسية مؤثرة في السنوات القادمة وهي التحول الرقمي وإنشاء أصول رقمية، ونمو الرياضات الإلكترونية وقدرة الاتحادات الرياضية على الاستفادة من شعبيتها، وقدرة الرياضة النسائية على إحداث التحول في المجتمع.
تظهر نتائج الاستطلاع العالمي أن القادة الرياضيين في الشرق الأوسط يدركون تمامًا أن تجربة المعجبين الرقمية تعد أولوية وفي غاية الأهمية ومع ذلك فما زالت قلة من المؤسسات التي تمكنت بالفعل من تقديم هذه التقنيات بطريقة تساعد في جذب وزيادة أعداد المعجبين وضمان استدامتهم. على الرغم من أن قطاع الرياضة في الشرق الأوسط مازال في مرحلة مبكرة مقارنة بالرياضة العالمية، إلا أن المشاركين في الاستطلاع أبدوا وعيًا كبيرًا بالفرص المتاحة حيث حصلت الأصول الرقمية التي المنظمات الرياضية على تقييمات مرتفعة ووصفها بالطريقة المثلى نحو إطلاق العنان للنمو في كل من المشاركة والإيرادات.
تلائم الرياضات الإلكترونية طبيعة الشرق الأوسط حيث إن معظم سكان المنطقة من الشباب المغرمين بالإنترنت بالإضافة إلى طبيعة المناخ الحار ولا سيما في دول الخليج حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل يعوق ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة. الرياضات الإلكترونية هي ألعاب الفيديو التي تقدم منافسات فردية بين شخصين فقط أو جماعية بين الفرق وتشمل نسخاً إلكترونية من رياضات واقعية مثل لعبة فيفا الشهيرة أو ألعاب الحركة/ التصويب مثل ليج أوف ليجيندز وكول أوف دوتي. وتأتي المملكة العربية السعودية بين أعلى عشرين دولة من حيث إيرادات هذه الألعاب بقيمة 716 مليون دولار بينما تصل إيرادات هذه الألعاب في دولة الإمارات العربية وفي مصر إلى 313 مليون و287 مليون دولار على الترتيب. لذلك فليس من المفاجئ أن يضع المشاركون في الاستطلاع الذي أجريناه الرياضات الإلكترونية على قدم المساواة مع لعبة كرة القدم من حيث إمكانية نمو الإيرادات.
ومما يزيد من التفاؤل في هذا المجال أن قطاعات مثل رياضات المحاكاة والرياضات الإلكترونية شهدت فرصاً ذهبية في ظل اضطرار الناس إلى البقاء في منازلهم في ظل الجائحة. وهكذا كانت الرياضات الإلكترونية هي الرابح الأكبر من فترة الإغلاق؛ إذ لجأ الكثيرون إلى الألعاب الإلكترونية بما في ذلك الهيئات الرياضية التي استثمرت في أنشطة الرياضات الإلكترونية للحفاظ على جمهورها. ولم يكن من المفاجئ أن يشهد استهلاك رياضات المحاكاة والرياضات الإلكترونية وسط الأزمة ارتفاعاً مهولاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث زاد عدد ساعات المشاهدة بمقدار ثلاثة أضعاف وسجلت ألعاب الحركة والفانتاسي والتصويب نمواً ملحوظاً بزيادة تقدر بحوالي 50%.
ومن المثير للاهتمام أن معظم المشاركين في الاستطلاع يرون أنه على المدى المتوسط والطويل ستروق الرياضات الإلكترونية ورياضات المحاكاة لجمهور الرياضات العادية حيث تزداد شعبية الألعاب الإلكترونية ويزداد تحسن المنتجات المقدمة في هذا القطاع مع ارتفاع التغطية الإعلامية والتقدم التقني.
وصرح رامي الناظر،الشريك المسؤول عن إدارة القطاع الحكومي والعام في بي دبليو سي بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، قائلاً: "في وقت يشهد فيه قطاع الرياضة مخاطر غير مسبوقة، يكشف الاستطلاع الذي أجريناه آثار جائحة كورونا في الأجلين القصير والطويل ويستعرض أيضًا الفرص المتاحة الفريدة من نوعها في ظل توقعات تشير إلى نمو قطاع الرياضة في منطقتنا بوتيرة أسرع من أي منطقة في العالم خلال الـ3-5 سنوات القادمة.
أضاف رامي قائلًا: لقد أدى الإغلاق إلى رفع قيمة الرياضة من خلال التحول الرقمي الذي ساعد في زيادة تفاعل الجمهور مع ضمان بقائهم متصلين، مما ساعد في إتاحة الفرص لجذب جمهور أكبر ومزيد من الشركاء والإيرادات. وفي ظل التسارع الرقمي في القطاع، سيحتاج الرؤساء الرياضيين إلى إعطاء الأولوية لمبادراتهم الملموسة في الاستثمار في التكنولوجيات المتطورة حتى يتمكنوا من الاستفادة على أفضل نحو من التغييرات والنمو المتوقع خلال فترة التحول الحالية الأكثر إثارة على الإطلاق".