احتياطي مصر من الذهب عند أعلى مستوياته على الإطلاق
ارتفعت قيمة احتياطي البنك المركزي المصري من الذهب لأعلى مستوى تاريخي خل شهر أبريل 2020، بالتزامن مع الارتفاعات القياسية لأسعار المعدن الأصفر خلال أبريل بدعم من زيادة حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب ليقفز سعر الأوقية فوق مستوى 1700 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى إغلاق شهري منذ عام 2012، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وبحسب رصد على البيانات المتاحة لدى البنك المركزي المصري، ارتفع رصيد مصر من احتياطي الذهب خلال أبريل 2020 لأعلى مستوى تاريخي عند 3.705 مليار دولار، مقابل 2.731 مليار دولار في يناير 2019، بزيادة 35.7% على أساس سنوي. وعلى أساس شهري ارتفعت قيمة رصيد احتياطي الذهب خلال أبريل الماضي بنسبة 5.3% مقارنة بنحو 3.518 مليار دولار في مارس السابق.
ومنذ بداية 2020 ارتفعت قيمة رصيد احتياطي الذهب في مصر بنحو 404 مليون دولار تُمثل نسبة 12.2% مقارنة بنحو 3.301 مليار دولار في نهاية ديسمبر 2019.
وأعلن المركزي المصري تراجع رصيد احتياطي النقد الأجنبي بنحو 3.1 مليار دولار خلال أبريل 2020، ليصل إلى 37.037 مليار دولار، مقابل 40.108 مليار دولار في مارس السابق له، لافتاً إلى استمرار تداعيات انتشار فيروس كورونا والتي على أثرها تواصلت عمليات التخارج لاستثمارات الصناديق المالية الأجنبية من الأسواق الناشئة وكذلك الأسواق المصرية خلال أبريل الماضي، وإن كانت بوتيرة أقل من الشهر السابق الذي شهد ذروة تخارج المحافظ الاستثمارية.
وذكر البنك أنه استخدم 3.1 مليار دولار من الاحتياطي النقدي لتغطية احتياجات السوق المصري من النقد الأجنبي لضمان استيراد السلع الاستراتيجية، وسداد الالتزامات الدولية الخاصة بالمديونية الخارجية للدولة تقدر بنحو 1.6 مليار دولار والتي تضمنت استحقاق سندات دولية بقيمة مليار دولار.
وقال مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، الشهر الماضي، إن مصر ستطلب دعماً نقدياً ثانياً من صندوق النقد الدولي، إلى جانب الحصول على برنامج للدعم الفني. وكشف تقرير مجلس الذهب العالمي، أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب أضافت صافي تدفقات بقيمة 9.3 مليار دولار تعادل 170 طناً خلال أبريل الماضي، ما رفع حيازات الصناديق إلى مستوى قياسي جديد، وأنهى الذهب شهر أبريل الماضي فوق مستوى 1700 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى إغلاق شهري لم يشهده منذ عام 2012.
وقال محلل الأسواق العالمية، مدير التطوير بشركة «ثانك ماركتس»، جون لوكا، إن الذهب بدأ يفقد بريقه مع إشارات إلى إنهاء حالة الإغلاق الكبيرة اقتصادياً واجتماعياً التي سببها تفشي «كورونا». وأضاف لوكا في تصريحات لـ«الرؤية»، أن الطلب على الذهب سيظل يعاني من تداعيات الجائحة حتى الربع الأول من 2021، لحين عودة الثقة مرة أخرى بالأصول الأخرى وتعافي الاقتصاد العالمي مرة أخرى. ورجح محلل الأسواق العالمية، أن يستهدف الذهب مستوى 1660 ـ 1640 دولاراً للأوقية كمرحلة أولى، ثم أدنى مستوى 1600 دولار كمرحلة ثانية، مع العودة التدريجية للنشاط لا سيما في الاقتصادات الكبرى. وأشار إلى أن بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن في ظل اضطرابات أسواق الأسهم والأصول الأخرى خلال الأشهر الأخيرة ساعد على دعم أسعار الذهب للبقاء فوق مستوى 1700 دولار للأوقية.