الدكتور أيمن حسن يكتب.. القيادة المستدامة في القرن الواحد والعشرين

في القرن الواحد والعشرين تطورت نظريات القيادة والنظرة الى مفهوم القائد بتطور اليات التأثير، فمن النظرة البدائية التي تمحورت حول القوة والقدرة الحاكمة للاخرين بمشاعر الخوف من البطش او غلبة القدرة على قدرات الاخرين او الامكانات المادية او القانونية او الابوية او حتى الشخصية الى القيادة الاكثر إنسانية وتشاركية، والمتحلية بالمهارات الناعمة، والتي تملك مقومات تفوق المنصب او المركز القانوني.
اصبحنا في واقع ينبغي ان تتحلى فيه القيادة بالأخلاق والوعي متخذة التكنولوجيا، والتنوع في وسائط التواصل أداة مكنت القيادة من تغيير المفاهيم القديمة، من ثم القيادة اليوم لم تعد فقط مقصورة على إمتلاك مهارات شخصية، بل أصبحت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـالمرونة، والأخلاق، والذكاء العاطفي، والوعي الثقافي والتكنولوجي.
لذا نجد تجديد في الفكر الاداري حول نماذج متطورة من القيادة في الفترة من عام 2020 وحتى 2025 ومن اشهرها الى الان النماذج التالية:
اولا: القيادة التحويلية الرقمية (Digital Transformational Leadership)
وتركز على قدرة القائد على قيادة التغيير الرقمي، وتحفيز فرق العمل نحو الابتكار التكنولوجي، بشكل يستدعي ان يملك عدة مهارات أساسية منها التفكير الاستراتيجي، فهم الذكاء الاصطناعي، التكيف مع التحول الرقمي.
ثانيا: القيادة الأخلاقية الواعية (Conscious and Ethical Leadership)
والتي ينبغي الا يكتفي القائد بالتوجه نحو النتائج، بل عليه ان يفكر اولًا في الأثر الاجتماعي والبيئي وكانت هذه النظرة للقيادة كنتاج طبيعي للنظرة الفكرية الى ما بعد جائحة كورونا ( كوفيد -19)
ثالثا: القيادة الخادمة (Servant Leadership)
القيادة الخادمة في جوهرها قديمة وكانت تتمحور على قدرة القائد على تحقيق أهداف الجماعة، ولكن تم الالتفات لها بأسلوب عصري يحاكي متغيرات الواقع ولتُركز على ما هو أهم من إصدار الأوامر الى فكرة التمكين والمشاركة، وكان القول تبدل من " يقودهم نحو النصر " الى " يدعمهم ويدفعهم لتحقيق النصر"
رابعا: القيادة التكيفية (Adaptive Leadership)
وأصبحت ضرورة في عصر سريع التغير والتطور، بالتالي نجدها تركز على المرونة العالية في مواجهة التغيير السريع والمفاجئ، فالقادة المعاصرون يتعلمون باستمرار وقادرون على التوقع كما لهم القدرة على التكيف مع أزمات غير متوقعة.
خامسا: القيادة بالعاطفة والرحمة (Compassionate Leadership)
وهي من نتاج معاناة العالم من اثر جائحة كورونا وجل تركيزها على الجانب الإنساني في القيادة، معتمدة في ذلك على تعتمد على الذكاء العاطفي (EQ)، وبناء علاقات إنسانية قوية مع فرق العمل.
سادسا: القيادة الموزّعة (Distributed Leadership)
وهو نموذج يجافي فكرة التمركز ويُشجّع على توزيع القيادة والسلطات وما تحمله من مسئوليات لمواكبة التغير والوصول الى بيئة عمل تتسم بالمرونة والعمل عن بعد والذي اصبح واسع الإنتشار وتنادي به كثير من مؤسسات الأعمال سواء عامة او خاصة.
سابعا: القيادة الثقافية والذكية عالميًا (Global & Cultural Intelligence Leadership)
نتيجة الى التطور في اليات الإتصال والتواصل ومع التنوع في وسائط التكنولوجيا بالفعل اصبح العالم اقليما واحد او كما يقولون قرية تجمع كل الامم في حيز من التواصل والاتصال والتاثير والتاثر بشكل مفتوح ومتاح لذا اوجبت تلك العوامل كلها نموذج لقائد يتحلى بذكاء ثقافي CQ، ليتمكن من التواصل والتاثير عبر خلفيات وثقافات متنوعة ومختلفة.
مما سبق يمكننا القول ان القائد النموذج اليوم هو من يستطيع مواكبة الحداثة والتطور والتكيف مع هذا الكم الهائل من التغير في عالم الرقمنة وتكنولوحيا الاتصال والتواصل والنماذج الافتراضية والمعلوماتية وقواعد البيانات والذكاء الاصطناعي.