الدكتور عز الدين حسانين يكتب.. كيف يواجه العالم إجراءات ترامب التجارية ؟

الأدوات التي لدي العالم لمواجهة إجراءات ترامب التجاريه، لاشك ان تعريفة ترامب لدول العالم ستدخل العالم في نفق الركود التضخمي الاسرع في العالم، وأوا من سيكتوي بها هو المواطن الأمريكي، ولاشك ان دول العالم الصناعيه الكبري تستطيع مواجهة هذه الأجراءات التجاريه من قبل ترامبل بإجراءات إقتصاديه توجعها ومنها علي سبيل المثال:-
إجراء تحالفات تجاريه بين أوروبا والصين وكوريا الجنوبيه واليابان وبعض دول جنوب شرق اسيا بإنشاء منطقة تجاره حره بدون تعريفات جمركيه لمدة عام، هذا الإجراء سيعزل الولايات المتحده الأمريكيه تجاريا عن ياقي دول العالم.
خفض تدفقات رؤوس الأموال الأجنبيه في شكل إستثمار أجنبي مباشر من هذا التحالف إلي الولايات المتحده الأمريكيه والتي تقدر بحجم تقريبا 300 مليار دولار سنويا، حيث تستحوذ امريكا وحدها علي 26% من اجمالي تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر معظمهم من اوروبا والدول العربيه ودول جنوب شرق اسيا.
بيع السندات الأمريكيه التي في حوزة هذا التحالف والتي به أكبر دائنين للولايات المتحده الأمريكي وهما اليابان والصين، هما وحدهما دائنون لأمريكا بحجم 2 تريليون دولار من إجمالي 8.6 تريليون دولار تمثل حيازة الأجانب من أدوات الدين الحكوميه الأمريكيه.
استرداد ارصدة الدهب لدي خزائن الولايات المتحده الامريكيه والمملوكه لبعض الدول الصناعيه لكبري مثل G7، ومجموعة العشرين الكبري.
خفض تدفقات السياحه الوارده معظمها من أوروبا بحجم 80 مليون سائح سنويا منهم من الصين وحدها 4 مليون سائح تقريبا سنويا.
خفض استيراد البترول والغاز الأمريكي واستبداله من دول الأوبك بلس وبعض دول افريقيا مثل نيجيريا وأنجولا.
خفض تصدير المعادن الارضيه الهامه التي تعتمد عليها مريكا في الصناعات التكنولوجيا والعسكريه.
خفض استيراد السلاح الامريكي.
خفض عملات التحالف المحليه مقابل الدولار الأمريكي لتيسيير التصدير والتخفيف من الاثار السلبيه لهذه التعريفات.
تقليل تصدير الخامات ومستلزمات الانتاج للولايات المتحده الأمريكيه بخلاف مصانع دول التحالف التي علي الاراضي الأمريكيه.
يظل الخيار الكثر ألمًا علي إقتصاد الولايات المتحده الأمريكيه هو إقدام دولتي الصين واليابان وكبار الدائنين الاوروبيون مثل المملكه المتحده ( انجلترا) – لوكسمبرج – فرنسا – سويسرا – تايوان وهونج كونج وسنغافوره والتي تقدر حجم حيازتهم من السندات والديون الأمريكيه بحجم 4.5 تريليون دولار أمريكي، هذا الحدث إن تم سيغرق الولايات المتحده الأمريكيه في ازمة سيوله وربما عدم القدره علي سداد الديون.
أخطاء ترامب في هذه الاجراءات الحمائيه تتمثل في الآتي: -
الأول إنه فرضها علي الدول، بمعنب إن التعريفه الجمركيه الامريكيه ستطول كل المنتجات علي حد سواء المستورده من الخارج، وكان الأفضل فرض الجمارك علي منتجات معينه او شركات معينه تصدر للولايات المتحده المريكيه ولها وزن نسبي كبير في حجم الواردات الامريكيه، لكن الاجراء علي الدول عامة يعتبر خطأ إجرائي وقد يتراجه ترامب في هذه التعريفات لتصبح علي واردات معينه فقط.
الخطأ الثاني لترامب إنه لم يع خطه إقتصاديه لحماية المواطن الامريكي والشركات لعاملة بأمريكا من هذه الإجراءات ومنها تيسيرات ضريبيه وخفض الفائده الفيدراليه ودعم صناعه وتصدير حتي يخفف من الاثر السلبي النقدي والمالي علي هذه الفئات ويستطيع الاقتصاد الامريكي الصمود امام التضخم الزاحف علي الاقتصاد الأمريكي وتجنب توقف الانتاج او انخفاضه بشكل حاد وتجنب انخفاض الاستهلاك العام والخاص والعائلي.
الخطا الثالث انه لم يضع خطه إقتصاديه لمواجهة ردود فعل الغرب ودول جنوب شرق اسيا خاصة علي هذه الاجراءات وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الغير تجاريه مثل تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر والسياحه وسلاسل إمداد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج للولايات المتحده الامريكيه، حيازه السندات الأمريكيه لدي هذه الأطراف وردود الافعال الإنتقاميه التي قد تؤدي إلي التخلص من هذه السندات وإغراق الولايات المتحده في ازمة ديون خارجيه.
ويظل السؤال الأهم وهو هل تستطيع دول العالم إتخاذ رودو الافعال واستخدام الادوات السابق الإشاره اليها في مواجهة الولايات المتحده الامريكيه ؟
والسؤال الثاني هو هل ستترك الولايات المتحده الأمريكيه دول المجموعه الاقتصاديه الكبري في العالم اذا ما استخدت هذه الأدوات بلا رد فعل ؟
والاجابه انه اذا حدث هذه الردود من جانب الغرب ربما تتحرك الاساطيل الامريكيه لفرض الامر بقو\ة السلاح، فالامر هو مبدأ الوجود والسيطره والهيمنه الاقتصاديه التي بدات تفقدها امريكا تدريجيا مع صعود الصين المتنامي وبقوه ومعها بعض الدول الاخري مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبيه والتحالف الاقتصادي الشرقي الجديد تحت مسمي البريكس.