حقق مؤخرًا أداء قوي على المستوى الفني والمالي
هل يواصل "البتروكيماويات والأسمدة" جني مكاسب قياسية رغم التحديات الراهنة ؟
محمد عبد الهدي: ارتفاع الحصيلة الدولارية لشركات القطاع دعم سعرها السوقي
محمد مجدي: "سيدي كرير" مرشحة لتحقيق نتائج أعمال قوية جديدة في 2024
سلمى أسامة: القطاع يتحرك حاليًا في اتجاه عرضي
اتجهت أعين مستثمري سوق المال نحو قطاع "البتروكيماويات والأسمدة"، خلال الفترة الماضية، ليشهد القطاع أداء إيجابي على مستوى الأسهم المُدرجة، فضلًا عن تحقيق الشركات لنتائج أعمال جيدة، خلال العام الجاري، مما حفز التساؤل بشأن التوقعات التي تدعم استمرار الأداء الإيجابي للقطاع في البورصة المصرية من عدمه.
وينتمي "البتروكيماويات والأسمدة" - الذي يتكون من 7 شركات - إلى قطاع "الموارد الأساسية".
وشركات البتروكيماويات والأسمدة" هي: "سيدى كرير للبتروكيماويات"، و"كفر الزيات للمبيدات والكيماويات"، و"مصر لصناعة الكيماويات"، و"أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية"، و"المالية والصناعية المصرية"، و"الصناعات الكيماوية المصرية – كيما"، و"مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو".
ويشمل قطاع الموارد الأساسية - بالإضافة إلى أسهم "البتروكيماويات والأسمدة" - أسهم "المعادن والتعدين" أيضًا، والتي تضم شركات: "أسيك للتعدين"، و"مصر للألومنيوم"، و"الألومنيوم العربية"، و"حديد عز"، و"الحديد والصلب للمناجم والمحاجر"، و"مصر الوطنية للصلب – عتاقة".
أسباب الصعود
بدايةً.. قال محمد عبد الهادي، مدير شركة "وثيقة لتداول الأوراق المالية"، إن شهية المستثمرين اتجهت نحو قطاع "البتروكيماويات" في سوق المال المصري.
وأرجع عبد الهادي إيجابية قطاع "البتروكيماويات والأسمدة" سواء على مستوى الاقتصاد المصري بشكل عام، أو أداء شركاته المدرجة في البورصة المصرية بشكل خاص لعدة أسباب.
ارتفاع الحصيلة الدولارية
وقال: "أولًا: ارتفعت الحصيلة الدولارية لشركات القطاع، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وانخفاض سلاسل الإمداد والتوريد، فأصبح من أكثر القطاعات التصديرية للخارج، مما انعكس على أرباح الشركات وسعرها السوقي".
وأردف: "وأيضًا، انخفاض قيمة العملة المحلية، مع كون تلك الشركات هي شركات تصديرية، أدى إلى ارتفاع الحصيلة الدولارية لها".
القيمة العادلة
وأضاف عبد الهادي أن الاستحواذات التي تمت في القطاع من قبل الصناديق السيادية سواء الإماراتية التي عقدت صفقات بقيمة 1.8 مليار دولار، أو الصناديق السعودية التي استحوذت على حصص بقيمة 1.3 مليار دولار، أدت إلى إعادة تسعير الشركات، بعد طلب القيمة العادلة للأسهم.
ولفت إلى ارتفاع ثقة المستثمرين في سوق المال تجاه القطاعات المستهدفة من قبل الاستحواذات الخارجية، أو من قبل الدولة المصرية.
نتائج الأعمال
وأكد مدير شركة "وثيقة لتداول الأوراق المالية"، أن نتائج أعمال الشركات خلال عام 2023، وتحقيق طفرات فيها، من أبرز الأسباب التي دعمت الأسهم لتحقيق أداء إيجابي.
تحديات يواجهها "البتروكيماويات"
ومن جهته قال محمد مجدي، محلل استثمار لدى "المجموعة المالية هيرمس القابضة"، إن صناعة البتروكيماويات في مصر تمثل 3% من الإنتاج المحلي، و12% من الإنتاج الصناعي، موضحًا أن قطاع "البتروكيماويات" في مصر - بالرغم من الأرباح القياسية التي يحققها - يواجه الكثير من التحديات، لافتًا إلى أن التغير الملحوظ في سعر النفط الأساس عالميًا - جراء تبعات الحرب الأوكرانية الروسية - يغير من تكلفة الإنتاج.
وأردف: "هذا بالإضافة إلى انخفاض الطلب عالميًا على البتروكيماويات وانخفاض سعر اليوريا عالميًا بعد الوصول في سبتمبر الماضي من 427 دولارا / طن إلى 370 دولارا / طن في نوفمبر الحالي، بنسبة انخفاض تمثل نحو 13.3%.
وأشار إلى أن "البتروكيماويات" تشكل جزء من قطاع "الموارد الأساسية" في البورصة المصرية، والذي بدوره يشكل تقريبًا 22.44% من إجمالي القطاعات، وينقسم إلى أسهم بتروكيماويات، وكيماويات، وأسمدة، ومعادن، وتعدين.
أرقام قياسية لـ "سيدي كرير"
ويرى محلل الاستثمار لدى "المجموعة المالية هيرمس القابضة"، أن شركة "سيدي كرير للبتروكيماويات – سيدبيك"، تُعد من أبرز شركات "البتروكيماويات"، متوقعًا أن تحقق الشركة أرباح بأرقام قياسية جديدة في عام 2024، حيث من المرجح أن تستفيد المبيعات بشكل مباشر من المنتجات المرتبطة بالدولار الأمريكي، والأحجام القوية، مع تحقيق طفرة في الأنشطة الاستيرادية، لتعويض الانخفاض المتوقع في مؤشرات البتروكيماويات، بحسب مجدي.
واستطرد: "يمكن أن يؤدي ضعف أسعار النفط والبتروكيماويات إلى انخفاض أسعار منتجات الشركة، نظرًا للارتباط القوي بين النفط والغاز ومشتقاته، مما قد يزيد من معدلات العرض التي بدورها قد توثر على أسعار المنتجات سلبًا".
نتائج قوية لشركة "موبكو"
وعن شركات الأسمدة، رشح مجدي شركة "مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو"، لتكون أهم شركات القطاع في الفترة الحالية، حيث أفصحت عن بياناتها المالية عن التسعة أشهر الأولى من 2023، بصافي ربح قدره 5.15 مليار جنيه مصري، مقابل 3.65 مليار جنيه أرباحًا خلال الفترة المقارنة من العام الماضي.
وأوضح أن "موبكو" تعمل بشكل أساسي في إنتاج اليوريا والأمونيا، وأنها قد تتأثر سلبًا أيضا بانخفاض سعر اليوريا، حيث تسعى الشركة لرفع الإنتاج من اليوريا، والأمونيا حسب المواصفات العالمية، وفقًا لمجدي.
أهمية "البتروكيماويات عالميًا
وبشكل عام، قال محلل الاستثمار لدى "المجموعة المالية هيرمس القابضة"، إن قطاع "البتروكيماويات" يعتبر من أهم القطاعات عالميًا، حيث أن البتروكيماويات والمواد التي تدخل في صناعتها تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد العالمي، ومن المحركات الأساسية لأسواق المال العالمية.
وأضاف: "بدايةً تُستخرج من النفط الأساس، وتدخل في صناعات عدة مثل، الأدوية والإلكترونيات، وألواح الطاقة".
الإحصائيات العالمية
وطبقا لآخر الإحصائيات العالمية، فقد استحوذت الصين على النسبة الأكبر من مبيعات البتروكيماويات، والتي قاربت نحو 46%، فضلًا عن نصف إنتاج الايثيلين والبروبلين عالميًا، بحسب ما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.
الحركة السعرية الصاعدة
وعلى مستوى التحليل الفني، قالت سلمى أسامة، محلل فني أول بشركة "مباشر لتداول الأوراق المالية"، إن قطاع الموارد الأساسية بدأ وتيرة الصعود في يوليو 2022، وكان أدنى مستوى له منذ بداية الحركة السعرية الصاعدة هو 737.92 نقطة، بينما أقصى مستوى وصل له القطاع هو 3،938 نقطة وكان هذا في أكتوبر 2023، أي صعد القطاع بنسبة 433.67%.
خط الاتجاه الصاعد
وأوضحت: "على الرسم البياني الأسبوعي الموضح، يتداول قطاع "الموارد الأساسية" أعلى خط الاتجاه الصاعد منذ أكتوبر 2022، ومن ثم بدأ التداول أعلى خط اتجاه صاعد جديد منذ يوليو 2023".
التحرك العرضي
ولفتت إلى أنه حاليًا، يتحرك القطاع في اتجاه عرضي بين مستويات 3،577 نقطة كمستوى مقاومة بينما 3،188 كمستوى دعم.
ورجحت أن يستمر القطاع بالتحرك عرضيًا حتى يتم الانتهاء من التصحيح، مشيرةً إلى أنه في حالة اختراق مستوى المقاومة 3،577 نقطة، يكون للقطاع مستويات مقاومة أخر عند 3،677 نقطة، و3،938 نقطة.
المقاومات والقوى البيعية
واستطردت: "بالاختراق المؤكد لتلك المقاومات، من المحتمل أن يتم الوصول لمستويات جديدة حول 4،180 – 4،485 نقطة، أما في حالة سيطرة القوة البيعية في القطاع واخترق مستوى الدعم 3،188 نقطة، فمن التوقع تراجع القطاع لمستويات 3،050 – 2،780 – 2،515 نقطة".
الإشارات الفنية
واختتمت حديثها بأن معظم المؤشرات تصدر إشارات سلبية تدعم سيناريو التصحيح بالقطاع، وذلك بالنظر للمؤشرات الفنية، مشيرةً إلى أننا - من ناحية أخرى - قد نرى إشارات إيجابية في القطاع ككل بعد الانتهاء من التصحيح نتيجة للصعود القوى به.